أخبار تونس – مع إستمرار هاجس الأزمة الإقتصادية العالمية من جهة وإدراك المكانة الهامة للتوازنات الجيوسياسية من جهة ثانية تتزايد حاجة الشعوب إلى إحداث تكتلات إقليمية قصد ضمان القدر الكافي من الإستقرار السياسي والإجتماعي للبلدان ويعد حوض المتوسط من بين المناطق الإستراتيجية التي تتسم بالثراء والتعدد في شتى المجالات. وفي هذا الإطار افتتحت السيدة أليفة فاروق عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي والموفقة الادراية بقمرت يوم السبت الماضي ملتقى الخبراء التونسي الألماني حول “السياسة الخارجية الالمانية والإتحاد من أجل المتوسط” الذي انتظم ببادرة من مؤسسة “فريدريش ايبرت” الألمانية وبالتعاون مع جمعية الصداقة التونسية الالمانية والجمعية التونسية لخريجي الجامعات الألمانية. ويأتي هذا الملتقى في سلسلة الجهود المتعددة التي تبذلها تونس من أجل بناء مناخ سليم في الفضاء المتوسطي يسوده العمل المثمر والتعاون المتبادل وكانت تونس قد ساهمت بصفة فعالة في تشييد صرح “الاتحاد من أجل المتوسط” من خلال مشاركتها في أشغال قمته التأسيسية المنتظمة يوم 13 جويلية 2008 بباريس. ويبرهن حجم المبادلات التونسية مع الاتحاد الاوروبي على مستوى العلاقات المتينة التي نسجتها تونس مع دول الصفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. وتناول الملتقى عديد القضايا المطروحة التي تعيشها المنطقة خاصة منها تلك المسائل المرتبطة بالتشغيل في الحوض المتوسطي والهجرة والاندماج والشراكة الاورومتوسطية. كما طرح الملتقى على طاولة النقاش مختلف التحديات التي تعمل تونس على رفعها خلال المرحلة القادمة من ذلك ضرورة بلورة نظرة استشرافية مشتركة في المتوسط والتعاون بين كل الاطراف لكسب الرهانات المستقبلية. ولئن تعددت قضايا الاهتمام لدى دول العالم المتوسطي وتشعبت فإن الانشغال بالمحاور البيئية والتصرف في المياه والنقل والاتصال والتشغيل يأتي في صدارة انتظارات مجتمعات منطقة حوض المتوسط. وكان الاتحاد من أجل المتوسط قد عرف في بداية إطلاقه بمشروع الاتحاد المتوسطي وهو هيئة تضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إضافة إلي الدول المطلة على البحر المتوسط بالإضافة إلى الأردن وموريتانيا، وقد أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 13 يوليو 2008 عن انطلاق هذا الاتحاد في قمة حضرها 43 رئيس دولة وحكومة يمثلون دول الاتحاد الأوروبي والبلدان المطلة على البحر المتوسط. ويهدف الاتحاد إلى إقامة مشاريع تنموية في المنطقة و يرى الكثيرون أن المشروع سيعيد تفعيل مبادرة برشلونة التي انطلقت في 1995.