صادق مجلس المستشارين يوم السبت على مشروع ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لسنة 2010 . وأبرز السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث في رده على تدخلات المستشارين اعتزاز أهل الثقافة بما تضمنه البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي 2009-2014 من محاور ستمكن تونس من مزيد الرقي والتقدم في جميع الميادين. وأكد في هذا السياق على أهمية ما يحظي به المبدعون من رعاية سامية ضمنت لهم مناخ التعبير الحر والابداع دون قيود أو رقابة أو وصاية وهي خيارات تكرم المبدع وترتقي بمنزلته في المجتمع وتراعي حقوقه المادية والادبية. وبين لدى تطرقه للنقطة 18 من البرنامج الرئاسي ان السمة التي تميزها هي الطموح خاصة في ضوء ما تم تحقيقه من انجازات ومكاسب خلال سنوات التحول بما سيجعل من تونس منارة ثقافية على الدوام. وفي اطار العمل على الرفع من مكانة المبدع أكد الوزير الحرص علي تعميق التشاور لاسيما ضمن المجلس الاعلي للثقافة فضلا عن تنظيم عدة استشارات في الغرض من بينها استشارة /تونس الغد في عيون مثقفيها/. وأشار في جانب اخر الى سعي الوزارة الي وضع خطة ترمي الي النهوض بالصناعات الثقافية خلال الخماسية المقبلة ومزيد الاستثمار فيها خاصة في مجالي السينما والمسرح. وثمن بخصوص القطاع المسرحي الدور الذى يضطلع به /المسرح الوطني/ في تطوير الفرجة الحية وفنون السرك مفيدا ان هذه الموءسسة على غرار بقية المؤسسات تخضع لتقييم دورى بغية النهوض بأدائها. واستعرض السيد عبد الروءوف الباسطي مختلف التظاهرات الثقافية الكبرى التي شهدتها البلاد ملاحظا ان تونس تحولت خلال سنة 2009 الي قبلة ثقافية عربية اسلامية وافريقية ومتوسطية بل دولية بفضل النجاح الذى حققته هذه التظاهرات ومن أبرزها/ القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009/ واجتماع /الجمعية العامة للمجلس الدولي للموسيقي/ . وبين في سياق متصل أن المهرجانات والتظاهرات الكبرى مدعوة الي مزيد تطوير برامجها بما يمكنها من المساهمة في تحقيق النقلة النوعية المرجوة للسياحة الثقافية التي ستتدعم بعد استكمال انجاز الخارطة الوطنية للمعالم والمواقع الاثرية وادراج دفعة جديدة من المعالم التاريخية والمواقع الاثرية في المسالك السياحية وتوسيع شبكة المتاحف باحداث متاحف جديدة وتطوير الاعلام الثقافي والنهوض بانتاج الوثائقيات. وردا على التساوءل حول تقدم انجاز مشروع مدينة الثقافة ابرز الوزير ان /مدينة الثقافة/ ستكون مركز اشعاع يسهم في ابراز الابداع التونسي المتميز وفي انضاج التجارب الابداعية الوطنية الى جانب الدور المأمول الذى ستضطلع به في استقطاب الابداع العالمي . وفي ما يتعلق بالخارطة الوطنية للمواقع الاثرية والمعالم التارخية اشار الوزير الى انه تم القيام بمسح شامل لكل المواقع الاثرية في البلاد مفيدا انه بالنسبة لحماية المواقع الاثرية تم انتداب 60 حارسا سنة 2009 لحماية هذه المواقع كما يعتزم المعهد الوطني للتراث انجاز دراسة شاملة في الغرض. وأوضح في شان مزيد النهوض بالعمل الثقافي الجهوى والمحلي أن شبكة دور الثقافة ستتدعم مع العمل على استحثاث نسق تأهيلها ومزيد تعزيز الشراكة بين هذه الدور والمؤسسات التربوية والجامعية. وشدد في هذا الصدد علي مزيد تعميق اللامركزية الثقافية لتمكين كل مواطن من التمتع بالحق في النشاط الثقافي والمشاركة في صياغة البرامج ذات الصلة وفق حاجيات كل جهة وخصوصياتها .