صادق مجلس المستشارين برئاسة السيد عبد الله القلال رئيس المجلس، في إطار مداولاته حول مشروع ميزانية الدولة لسنة ،2011 على مشروع ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لسنة 2011. وتم ضبط نفقات التصرف والتنمية وصناديق الخزينة لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث لسنة 2011 في حدود 303ر189 م د مقابل 306ر152 م د سنة 2010. وتتوزع هذه النفقات على النحو التالي: // نفقات التصرف 577ر87 م د // نفقات التنمية 626ر101 م د // صناديق الخزينة 100ر0 م د ونوه المستشارون في تدخلاتهم بدور الثقافة في دعم الحركة الفكرية في تونس، باعتبارها سندا دائما للتغيير والتنمية وأداة للتعبير وإبراز الطاقات الإبداعية بالبلاد. وأشاروا إلى الدور الهام الذي تضطلع به الثقافة في ترسيخ معاني التسامح والانفتاح على الآخر وتجذير ثقافة المبادرة والقدرة على رفع التحديات. كما تمحورت التدخلات بالخصوص حول تطوير الصناعة السينمائية والارتقاء بمستوى المهرجانات الدولية والوطنية والمحلية وتفعيل الاتفاقية القائمة بين وزارتي الثقافة والمحافظة على التراث والتربية، بما يكفل حسن استغلال الفضاءات الثقافية. وتساءل أعضاء المجلس عن برنامج الوزارة في مجال النهوض بالسياحة الثقافية والحفاظ على المعالم التاريخية وصيانة المدن العتيقة ضمانا لاستمرار وجود هذه المعالم والمواقع الأثرية ضمن تصنيفات منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو/. ونادى بمواصلة الجهود في مجال استكشاف واستخراج الآثار المطمورة موصيا بإيلاء مزيد العناية لتثمين الموروث الثقافي الجبلي. وفي هذا الصدد اقترح عدد آخر من المستشارين إطلاق موقع الكتروني يعرف بمختلف الحضارات وابراز المعالم التراثية المتميزة فضلا عن مواصلة ترميم القرى الجبلية بمطماطة التابعة لمعتمدية قابس. ودعا عدد من المتدخلين إلى النهوض بالثقافة داخل المؤسسات، ومزيد التشجيع على الاستثمار الخاص في القطاع الثقافي لاسيما في مجال السينما. كما أشاروا إلى أهمية النهوض بالسياحة الثقافية والعمل على اكتشاف المواهب الشابة في جميع المجالات الثقافية. وبخصوص مشروع مدينة الثقافة اقترح المتدخلون بعث مركز ثقافي وطني يستقطب الابداعات الثقافية ويدعم المواصفات الفنية الخاصة بالثقافة الرقمية. كما دعوا إلى بعث مركز وطني للكتاب إلى جانب توفير الصلاحيات والامكانيات اللازمة له لتطوير صناعة الكتب، فضلا عن إيجاد قنوات للتعريف بالأعمال الأدبية التونسية لتغطية السوق المحلية والانتشار في الأسواق الخارجية. ردود وزير الثقافة والمحافظة على التراث أكد السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث أن ما يشهده الحقل الثقافي اليوم من حراك متنام يعكس تجاوز البلاد لمرحلة توفير الأرضية للنهوض بالإبداع للدخول في مرحلة جديدة لها رهاناتها وتحدياتها باعتبار الدور الموكول للثقافة في دعم المسيرة التنموية كقطاع منتج وأبرز في ردوده على تدخلات المستشارين حول ميزانية الوزارة لسنة 2011، حرص الرئيس زين العابدين بن علي على تعزيز موقع الصناعات الثقافية في النسيج التنموي وإعطاء دفع جديد للاستثمار في التراث واكد في هذا السياق أهمية حماية المخزون الحضاري وتوظيفه ثقافيا واقتصاديا، بما يمكن من تطوير السياحة الثقافية من خلال استمرار صيانة المعالم الأثرية وتهيئة المدن العتيقة والقرى الجبلية وتوسيع شبكة المتاحف وتأهيل مسالك سياحية ثقافية جديدة إلى جانب تنفيذ خطة اتصالية تسويقية للتعريف بالتراث الوطني في الداخل والخارج وأفاد في هذا الصدد بأنه تم الشروع في تنفيذ خطة مشتركة مع وزارة السياحة للعناية بهذا الجانب حيث تم تدشين المسلك الثقافي والسياحي بمدينة تونس العتيقة خلال شهر رمضان المنقضي ولاحظ أن السياحة الثقافية ستشهد انتعاشة هامة بعد استكمال المتاحف المبرمجة على غرار انجاز القسط الثاني من متحف الحضارة والفنون الاسلامية برقادة ومتحف التراث الصحراوي بتطاوين وإحداث متاحف مواقع بكل من أوذنة وأوتيك و بلاريجيا فضلا عن إنجاز متحفي سليانة وسيدي بوزيد وفي إشارة إلى الجهود المبذولة من أجل دعم لامركزية الثقافة، أكد الوزير العمل على مزيد تطوير البنية الأساسية للعمل الثقافي للجهات تجسيما لقرار رئيس الدولة بتخصيص 50 بالمائة من الزيادة في ميزانية الوزارة لفائدة المشاريع الثقافية في الجهات الداخلية، إذ تم خلال سنة 2010 إحداث 5 مشاريع جديدة ليصبح عدد دور الثقافة 214 تغطي 182 معتمدية وينتظر إحداث 7 دور ثقافة في موفى السنة الجارية. وأشار في سياق متصل إلى أنه تم بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية إحداث لجنة فنية مشتركة لدراسة سبل تطوير الفضاءات الثقافية بدور الشباب في المعتمديات التي لا تتوفر بها دور ثقافة. وفي ما يتعلق بنشر الثقافة الرقمية، أكد السيد عبد الرؤوف الباسطي تواصل عملية تعميم خطوط الانترنات ذات التدفع العالي على كامل دور الثقافة والمكتبات العمومية وتطرق من ناحية أخرى إلى ارتفاع عدد التظاهرات الثقافية محليا وجهويا من سنة إلى أخرى من منطلق الايمان بأن الثقافة حق للجميع، مذكرا بأن عدد المهرجانات الصيفية خلال السنة الحالية بلغ 376 مهرجانا بمعدل 16 مهرجانا بكل ولاية تقريبا وأشار إلى سعي الوزارة إلى تطوير تركيبة اللجان الثقافية ودعم علاقتها بالمندوبيات وبالنسيج الجمعياتي. وبعد أن ذكر بحرص رئيس الدولة على استحثاث نسق استكمال أشغال مدينة الثقافة وبعث مكتبة وطنية سينمائية، قال السيد عبد الرؤوف الباسطي أنه من منطلق الحرص على دعم الصناعات الثقافية، وتجسيما للقرار الرئاسي المتعلق بإعلان 2010 "سنة السينما" تم على مستوى الوزارة إحداث خلية للاحاطة بالمستثمرين الخواص فضلا عن الشروع في تنفيذ القرار المتعلق بالترفيع في الاعتمادات المخصصة لدعم الانتاج السينمائي لتناهز خمسة ملايين دينار وأشار إلى أن الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية كانت دورة استثنائية من حيث المشاركة المكثفة للأعمال التونسية والعربية والافريقية فضلا عن مساهمتها في نشر صورة مشرفة لتونس كبلد متحضر وأرض لقاء وتسامح وذكر في هذا الصدد بالاجراءات العديدة من أجل دعم الاستثمار في هذا القطاع، في مستوى انتاج الافلام الوطنية والوثائقية وتصوير الافلام الاجنبية بفضل التسهيلات الادارية واحداث الية الشباك الموحد لرخص تصوير الافلام. وأفاد أنه تم الشروع في رقمنة المخزون السينمائي وفي ما يتعلق بمجال النشر، نوه وزير الثقافة والمحافظة على التراث بالا نتعاشة التي يشهدها قطاع نشر الكتاب في تونس. وذكر أن عدد مقتنيات الوزارة من الكتب بلغ في السنة الجارية 937 عنوانا بارتفاع 114 عنوانا مقارنة ب 2009 وذلك بقيمة مالية جملية ناهزت مليون و321 ألف دينار. ولدى تطرقه إلى احتفاء تونس بالسنة الوطنية للكتاب في 2011 بإذن من رئيس الجمهورية، أعلن السيد عبد الرؤوف الباسطي أنه تم وضع برنامج وطني متكامل تشارك فيه كل الوزارات المعنية ويرمي بالخصوص إلى استثمار نتائج الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة والعمل على تحيين النصوص الترتيبية التي تخص قطاعات النشر والتوزيع وحماية حقوق المؤلف كما يتضمن هذا البرنامج اعتماد خطة لتطوير الكتاب الالكتروني وإنجاز دراسة حول افاق النشر الالكتروني فضلا عن حفز الناشرين والشركات المختصة على بعث سلسلات كتب الكترونية. وأضاف أنه تجسيما لحرص الرئيس زين العابدين بن علي على الاحتفاء برموز الثقافة الوطنية فإن سنة 2011 ستشهد الاحتفاء بمائوية المبدعين محمود المسعدي ومحمد البشروش إلى جانب استكمال مائوية مصطفى خريف. اما في مجال الموسيقى فأكد الوزير أن الدعم الذي يحظى به القطاع ساهم في تنشيط حركة الانتاج الموسيقي بالبلاد، مشيرا إلى أن الدورة الأولى لايام قرطاج الموسيقية التي تنطلق فعالياتها في نهاية الأسبوع الجاري ستشكل دفعا جديدا للابداع الموسيقي التونسي كما وكيفا.
