أخبار تونس – تولي تونس عناية فائقة للقطاع الصحي باعتباره جوهر حقوق الإنسان ومن شروط سلامة المجتمع وبقائه ونجاحه في تحقيق ما يصبو إليه من تنمية وتقدم . ويحرص الرئيس زين العابدين بن علي القائد الأعلى للقوات المسلحة على النهوض بقطاع الصحة عموما والصحة العسكرية بصفة خاصة وتطويرهما باستمرار حتى يواكبا متطلبات المجتمع التونسي ويساهما في حركية التنمية الشاملة . ومتابعة للاهتمام المتواصل بمجال الصحة العسكرية، افتتح السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني صباح أمس الإثنين ،بضاحية قمرت، أشغال المؤتمر الثاني عشر للطب العسكري. وتنتظم هذه التظاهرة العلمية و التي تدوم يومين، ببادرة من وزارة الدفاع الوطني، وبصفة دورية كل سنتين ،بالتداول مع الأيام الطبية العسكرية بقابس ،وذلك لتعزيز المجهود الوطني في دفع البحث العلمي وتطوير آلياته. و حضر أشغال هذه التظاهرة أعضاء المجلس الأعلى للجيوش والمدير العام للصحة العسكرية وعدد هام من إطارات وزارة الدفاع الوطني إلى جانب أساتذة وأطباء عسكريين ومدنيين من الجزائر وفرنسا وسويسرا والمانيا. ويتناول برنامج المؤتمر مواضيع تتصل بالخصوص بالتبرع وزرع الأعضاء والتهاب الكبد الفيروسي والطب الرقمي والإقتصاد في المجال الصحي إلى جانب الوقاية الصحية الغذائية وخصوصيات الإسناد الصحي خلال الحالات الاستثنائية. كما استعرض برامج الوزارة في مجال إحداث مصحات عسكرية متعددة الاختصاصات في عدد من ولايات الجمهورية وتطوير خدمات المستشفيات العسكرية والنهوض بتكوين الإطارات الطبية وشبه الطبية . ولاحظ أن المواضيع التي يطرحها المؤتمر تتجاوب مع خيارات الدولة وتستجيب إلى متطلبات الصحة العسكرية ويتسع نطاقها لتشمل صحة المجتمع التونسي ككل مثل الأمراض الجديدة والمستجدة وخاصة منها أمراض القلب والشرايين والجلطة المخية والسكرى والسيدا . وأكد على حرص الوزارة على تنفيذ البرنامج الوطني في هذا المجال في الوسط العسكري بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية سواء بالتثقيف الصحي في صفوف الجيش أو بتكوين الإطار المتخصص وتوفير التجهيزات المتطورة اللازمة مع مزيد دعم التكامل بين المؤسسات الإستشفائية ومخابر البحث العلمي المدنية والعسكرية. ومن جهته ، أعرب السيد محمد قديش الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية ،أن هذا المؤتمر يعد من أهم التظاهرات العلمية في تونس نظرا لما يشهده من مشاركة متميزة لعدد من الأساتذة والإطارات الطبية من البلدان الشقيقة والصديقة بما يمكن من تبادل الآراء وإثراء التجارب في مختلف الاختصاصات الطبية. وثمن حرص رئيس الدولة على تجديد المستشفى العسكري بالعاصمة الذي أصبح يضم 700 سريرا مقابل 350 سريرا قبل التحول ويتوفر على أحدث التجهيزات وعلى إطارات طبية وشبه طبية تتحلى بالكفاءة والمسؤولية فضلا عن بعث اختصاصات جديدة كطب القلب والشرايين وطب الأطفال مذكرا في هذا الصدد بإجراء المستشفى العسكري لأول عملية زرع للقلب والكلى والمعثكلة في تونس بما عزز سمعته الطيبة لدى المدنيين والعسكريين وارتقى بقطاع الطب العسكري إلى مرتبة متميزة. وبين السيد محمد قديش أن وزارة الدفاع الوطني شرعت منذ فيفرى 1989 في تنظيم الأيام العسكرية الأولى وإصدار مجلة طبية عسكرية لنشر الأبحاث العلمية سيقع بداية من سنة 2010 إقحامها ضمن المجلات الطبية الرسمية. ومثل هذا اللقاء مناسبة اطلع فيها وزير الدفاع الوطني والوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية على محتويات معرض المخابر الطبية الذي أقيم بالمناسبة ويحتوى على عينات من الأدوية والتجهيزات الطبية في مختلف الاختصاصات.