أخبار تونس - رحل أمس أحد رموز الأدب والثقافة التونسية والعربية تاركا إرثا فكريا تقف المجموعات الشعرية والدراسات العلمية شاهدا على إبداعه في شتى الأغراض والمجالات هو شاعر ليس كبقية الشعراء وأديب ليس كبقية الأدباء هو الساحر جعفر ماجد. ويعتبر فقيد الثقافة التونسية مثلما جاء في نعي وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من اكبر شعراء تونس بعد الاستقلال. وتوجت مسيرة الشاعر الكبير الزاخرة بالعطاء بتكليفه من قبل الرئيس زين العابدين بن على بمهمة منسق عام لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009 كما اسند إليه سيادته الصنف الأكبر من وسام الاستحقاق الوطني في قطاع الثقافة والجائزة التقديرية في ميدان الآداب والعلوم الإنسانية وقد أحاطه رئيس الجمهورية برعاية خاصة أثناء محنته الصحية الأخيرة. ومن جهته نعى مجلس المستشارين الدكتور جعفر ماجد بصفته احد أعضائه وتقدم رئيس المجلس وكافة المستشارين بأحر التعازي واصدق مشاعر المواساة إلى أفراد عائلة الفقيد. وقد ولد الراحل جعفر ماجد سنة 1940 بالقيروان التي درس بها ثم بالمدرسة الصادقية بالعاصمة ودار المعلمين العليا حيث أحرز سنة 1963 على الإجازة في الآداب العربية. ثم سافر إلى فرنسا للدراسة في جامعة السربون أين تحصل على ديبلوم الدراسات العليا سنة 1964 وعلى شهادة التبريز في العربية سنة 1965 ثم على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية. ومن منشوراته الشعرية “نجوم على الطريق” (1968) و”غدا تطلع الشمس (1974) ” و”الطاهر الحداد” (1980) و”الأفكار” (1981) ومن مؤلفاته النثرية “الصحافة الأدبية في تونس” (بالفرنسية سنة 1979) و”محمد النبي الإنسان” (1981) و” فصول في الأدب والثقافة” و”كتاب المعاني والمغاني” (1984). كما أصدر خلال مسيرته مجلة أدبية فكرية بعنوان “رحاب المعرفة” أثرت الساحة الثقافية الوطنية والعربية. وكانت آخر إصداراته ديوان جماعي بعنوان”انطولوجيا قيروانية :من البداية إلى اليوم” أعده الراحل احتفالا بتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009. و كان الراحل عضوا في عديد لجان التحكيم الأدبية والثقافية التونسية والعربية وعضوا باتحاد الكتاب التونسيين 1981 وبعدد من الجمعيات والهيئات الأدبية والثقافية. والدكتور الراحل جعفر ماجد عمل منتجا بالإذاعة الوطنية أعد وقدم عديد البرامج من بينها “آخر ما ظهر” و”ديوان الصبابة” و”بين الشعر والخيال” و”أغنية وقصيدة”. وتغنى الشاعر الراحل بتونس التي أهداها أعذب وأرق أشعاره: أخلصتك الحب في سري وفي علني *** وهمت فيك هياما غير متزن وعشت بين ربا ك الخضر منتقلا*** كأنني طائر يشدو على فنن زرعت فيك ورودا ليس يذبلها *** ولا يريق شذاها عاصف الزمن كما تغنى مثل جل الشعراء بالقيروان ويرى بعض النقاد أن تجربة جعفر ماجد الشعرية نموذج يعبر عن التواصل بين شعراء القيروان قدماءهم بمحدثيهم. وكانت المرأة حاضرة في أشعاره ولعل خير دليل على ذلك رائعة “الساحرة” ويعد الفقيد جعفر ماجد من الجامعيين الذين ساهموا في خلق تفاعل حقيقي بين الجامعة والمجتمع.