تونس 21 ماي 2010 (وات) - انتظمت مساء يوم الجمعة بفضاء المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" أمسية ثقافية تخليدا لروح الدكتور جعفر ماجد، وذلك بحضور عدد كبير من المثقفين والجامعيين والفنانين وأفراد من عائلة الفقيد . افتتح هذه التظاهرة الأستاذ عبد الوهاب بوحديبة رئيس المجمع الذي نوه بالقيمة الأدبية والجمالية للمدونة الشعرية لجعفر ماجد. فالراحل كما قال يعد من الشعراء الذين أثبتوا حضورهم في تاريخ الشعر العربي المعاصر. كما أبرز أن شعره يتميز بحب الحياة ومباهجها إضافة إلي تغنيه بالوطن، و كانت له ملكة عجيبة في الإيقاع. وللتعريف بأعمال الشاعر الراحل ألقي بالمناسبة رفيق دربه في الحياة والأدب نور الدين صمود قصيدة تحمل عنوان "جعفر الشعر" وردت في غرض الرثاء. وتطرق الإعلامي محمد رؤوف يعيش للتجربة الإذاعية لجعفر ماجد ملاحظا أنه يعد من أقدم المنتجين في الإذاعة الوطنية، وقد بدأ مسيرته الإذاعية في النصف الأول من الستينات من خلال برنامج "الإنسان والبحر" ثم تتالت برامجه ومنها "ديوان الصبابة" و"أغنية وقصيد" و"آخر ما ظهر". كما ذكر المحاضر أن جعفر ماجد يعد من أبرز رواد الشعر الغنائي، وقد تعددت الأغراض التي كتب فيها وتراوحت بين العاطفية والوطنية والدينية. ومن أبرز قصائده المغناة قصيد "الساحرة" التي لحنها محمد رضا وأبدعت في أدائها الفنانة الكبيرة الراحلة علية. وتحدث الجامعي والباحث الدكتور محمد اليعلاوي عن المنتدى الثقافي "في رحاب المعرفة" الذي كان ينشطه الراحل بحضور مجموعة هامة من المثقفين والجامعيين والذي حمل فيما بعد اسم المجلة التي أصدرها جعفر ماجد والتي صدر منها إلي حد الآن 73 عددا و مرت 13 سنة علي تأسيسها. ويعد الدكتور جعفر ماجد من أكبر شعراء تونس إذ أصدر عدة مجموعات شعرية من بينها "نجوم علي الطريق" سنة 1968 و"الأفكار" سنة 1981 و"تعب" سنة 1993 كما أصدر عديد الدراسات في شتي الأغراض والمجالات وألهمت أشعاره العديد من الملحنين فتغني بقصائده أبرز الفنانين التونسيين. وإضافة إلي الشعر اهتم أيضا بالبحث وصدرت له في هذا الباب عدة أعمال منها أطروحة حول "الصحافة الأدبية التونسية من 1904 إلي 1955" سنة 1979 وكتاب "محمد النبي الإنسان" سنة 1991 .