أخبار تونس – يحظى قطاع الزياتين في تونس بعناية موصولة انطلاقا من دوره الهام في الاقتصاد التونسي فقد تم إقرار جملة من السياسات والاستراتيجيات لتنمية هذا القطاع والتي تدعمت بإقرار إستراتيجية وطنية لتنمية قطاع الزيتون منذ سنة 1988 فضلا عن إعادة هيكلة القطاع منذ سنة 1994 بفتح المجال أمام المصدرين الخواص. وتزامنا مع بلوغ موسم جني الزيتون ذروته تنتظم في صفاقس فعاليات الدورة الثالثة للتظاهرة العلمية المتوسطية “اوليف بيوتاك” التي ينظمها معهد الزيتونة بالاشتراك مع عدد من الهيئات الوطنية والأجنبية المختصة تحت عنوان “من أجل قطاع زيتون متجدد مجدي وذي قدرة تنافسية”. ويشارك في هذه التظاهرة التي تتواصل إلى يوم 19 ديسمبر الجاري خبراء وباحثون من تونس والجزائر والمغرب وسوريا والأردن ومصر ومالطا وايطاليا واليونان وفرنسا والبرتغال واسبانيا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وأكد السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية بالمناسبة أهمية هذه التظاهرة في دعم التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين الخبراء والفنيين والمهنيين بالمتوسط بما يمكن من تطوير قطاع الزيتون إنتاجا وتحويلا وتسويقا. واستعرض مختلف البرامج والآليات التي وضعتها الدولة لتشجيع البحث العلمي الفلاحي وتعزيز مكانة قطاع الزيتون وتفعيل دوره في تحقيق الأمن الغذائي وتطوير الصادرات وخلق مواطن الشغل والمحافظة على الموارد البيئية والطبيعية. وشدد على ضرورة تكثيف جهود كل الأطراف لتثمين زيت الزيتون التونسي الذي لا تتعدى الكميات المعلبة منه والموجهة للتصدير نسبة 2 بالمائة من قيمة الصادرات. وذكر الوزير في هذا السياق بالقرار الرئاسي المتعلق بإحداث “صندوق خاص للنهوض بزيت الزيتون المعلب” بغاية تثمين الزيت المصدر والرفع من قيمته المضافة والزيادة في حجم زيت الزيتون المعلب ليبلغ 10 بالمائة من الصادرات. كما تنتظم على هامش هذه الدورة ورشة تكوين لفائدة المهنيين حول الطرق العملية لوضع برنامج استرسال لمنظومة زيت الزيتون إلى جانب لقاءات تتمحور خصوصا حول استراتيجيات الناشطين في القطاع والإصلاح المؤسساتي وانعكاسات الأزمة الاقتصادية على قطاع الزيتون بالمتوسط. وكان السيد عبد السلام منصور قد افتتح بالجهة محضنة للمشاريع بمعهد الزيتونة أحدثتها هذه المؤسسة العلمية في إطار تثمين نتائج البحوث والدراسات المنجزة في العديد من المجالات الزراعية. وقد تم بالمناسبة إمضاء اتفاقية تنفيذية بين معهد الزيتونة ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية لانطلاق نشاط محضنة المؤسسات الجديدة التي تعد المحضنة ال 12 من ضمن سلسلة من المحاضن المماثلة التي تم تركيزها بعدد من المؤسسات الفلاحية. وتعززت هذه الإستراتيجية بالخطة الوطنية التي أذن بها الرئيس زين العابدين بن على سنة 2005 والهادفة إلى إعادة هيكلة الغابات التقليدية وتجديد الغراسات لتحسين الإنتاجية وإحداث غراسات مروية مكثفة للعمل على استقرار الإنتاج. ويذكر أن السياسات المعتمدة من أجل مزيد تطوير هذا القطاع أدت إلى تدعيم مكانة القطاع بالرفع من المساحات المغروسة زيتونا والتي أصبحت تمثل في بداية القرن الحادي والعشرين ثلث المساحات المحترثة في تونس. وكان لهذه المجهودات الوقع الايجابي على منظومة زيت الزيتون من حيث الإنتاج والرفع من الصادرات وتنويعها واستقطاب الاستثمارات الخاصة في مجال إحداث الغراسات الجديدة والتحويل والتعليب. وأدى الاهتمام المتواصل بقطاع الزيتون إلى الرفع من الإنتاج ليتضاعف ثلاث مرات بين العشرية الأولى للاستقلال والعشرية الأخيرة حيث بلغ إنتاج الزياتين خلال هذا الموسم 160 ألف طن صدّر منها 140 ألف طن بقيمة تناهز 525 مليون دينار. وأصبحت تونس اليوم تحتل المكانة الثانية عالميا من حيث المساحات المخصصة لشجرة الزيتون والتي تصل إلى 1.7مليون هكتار وتعد 70 مليون زيتونة. وتحتل تونس المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون بعد مجموعة الاتحاد الأوروبي حيث بلغ معدل الإنتاج خلال العشرية الأخيرة 165 ألف طن من زيت الزيتون أي ما يزيد عن 6 % من الإنتاج العالمي. ويعد جهاز التحويل أكثر من 700 1 معصرة بطاقة تفوق 40 ألف طن أما طاقة الخزن المتوفرة فتقدر بحوالي 350 ألف طن. ويكتسي هذا القطاع طابعا اجتماعيا هاما حيث يوفر الرزق لما يزيد عن مليون نسمة منهم 309 ألف فلاح يتعاطون هذا النشاط بصفة كلية أو جزئية أي حوالي 60 بالمائة من المنتجين في القطاع الفلاحي.