سوسة 17 ديسمبر 2010 (وات) - افتتح السيد عبد السلام منصور، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، اليوم الجمعة بالقلعة الكبرى، أشغال ندوة علمية فلاحية حول "أصناف الزيتون التي يستوجب غراستها على ضوء التغيرات المناخية". وتلتئم هذه الندوة في إطار الدورة 30 للمهرجان الدولي للزيتونة بالقلعة الكبرى، ولاية سوسة. وأكد السيد عبد السلام منصور، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، انه يتم، في إطار استشراف التحديات المطروحة على قطاع الزيتون ولا سيما إزاء تأثيرات التغيرات المناخية، التحيين الدوري للمخططات التنموية الخاصة بهذا االقطاع اعتمادا على الدراسة المنجزة سنة 2007 حول ظاهرة تغير المناخ وانعكاساتها على القطاع الفلاحي والأنظمة البيئية. وأفاد ان الدراسة توصلت الى تشخيص استراتيجية متكاملة على المدى البعيد /افق سنة 2030/، ترمي إلى أحكام التعامل والتصرف مع التقلبات المناخية ووقعها على القطاع الفلاحي من ناحية، وحسن استغلال السنوات الممطرة من ناحية أخرى، بما يساعد على ملاءمة السياسات التنموية في القطاع الفلاحي مع التغيرات المناخية على الأمد البعيد. وبين الوزير أهمية قطاع الزيتون باعتباره من الركائز الأساسية والإستراتيجية للاقتصاد التونسي وبالنظر الى دوره في تجسيم الأهداف التنموية للبلاد ومنها الأمن الغذائي وتطوير الصادرات وإحداث مواطن الشغل والمحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية. وأشار إلى ان تثمين زيت الزيتون التونسي لم يرتق حتى الآن الى المستوى المطلوب، اذ لم تتعد نسبة الزيوت المعلبة المصدرة خلال الموسم الفلاحي المنقضي 5ر7 بالمائة من حجم الصادرات المنجزة. كما يبقى المنتوج الوطني من الزيت البيولوجي دون المأمول ودون ما يملكه القطاع من مقومات واعدة تؤهله لانطلاقة نحو آفاق أرحب. كما دعا الى ان يتم توجيه البحوث العلمية الفلاحية نحو تثمين الأصناف التونسية من الزياتين والمحافظة عليها، حاثا المهنيين على مزيد الاهتمام بالزيوت المعلبة وتوسيع دائرة إنتاج الزيت البيولوجي. وذكر السيد عبد السلام منصور في هذا الصدد، بقرار رئيس الدولة بإحداث صندوق خاص للنهوض بزيت الزيتون المعلب، بهدف مزيد تثمين الزيت المصدر والرفع من قيمته المضافة والتعريف به في الأسواق الخارجية ودعم الشراكة في مجال تعليب الزيت. وأعرب عن الأمل في ان يكون لهذه الآلية تأثير واضح وفعال على الصناعيين والمصدرين للارتقاء بكميات زيت الزيتون المصدرة وتوسيع أسواق ترويجها. وتعد تونس حاليا حوالي 70 مليون شجرة ويمثل القطاع مورد رزق مباشر وغير مباشر لشريحة واسعة من الأسر التونسية. كما يوفر قطاع زيت الزيتون 43 بالمائة من مجموع الصادرات الفلاحية. وحظي القطاع بعناية رئاسية متواصلة تجسمت خاصة من خلال جملة من الإجراءات الرائدة لرد الاعتبار لهذا القطاع الحيوي الذي تملك فيه تونس ميزات تفاضلية. كما تركزت الجهود على الرفع من مساهمة القطاع المروي في إنتاج زيت الزيتون والتشجيع على تثمين الأصناف التونسية المتميزة بتأقلمها مع خصوصيات المناخ وبجودة زيوتها وتثمين الصادرات من الزيوت من خلال التركيز على تصدير الزيت معلبا. واشرف الوزير قبل ذلك على جلسة عمل بمقر ولاية سوسة تناولت بالدرس إحكام تنفيذ الخارطة الفلاحية قصد النهوض بمردودية القطاع في مختلف مجالاته. كما خصص حيز لمتابعة الجهود الجهوية للتوسع في المساحات البيولوجية فضلا عن النظر في التجهيزات العصرية التي يتطلبها ميناء الصيد البحري لمدينة سوسة. وزار السيد عبد السلام منصور بمعتمدية مساكن "مسلخ دواجن" متعرف على سير عمل وحدات التحويل ودور قطاع الدواجن كرافد حيوي لمنظومة اللحوم الحمراء. كما زار بمنطقة شط مريم من معتمدية اكودة مشروعا لإنتاج الباكورات تحت البيوت المحمية.