أخبار تونس- يعتبر النقل البحري دافعا هاما للتصدير باعتبار أن هذا القطاع يؤمن ما يقارب 98 بالمائة من مبادلات تونس مع الخارج بما يجعل مسألة تطوير أنشطته وخدماته بصفة مستمرة أمرا يحظى بأهمية فائقة في تونس. وقد أقرت عديد الإصلاحات والبرامج الهامة لتطوير قطاع النقل بمختلف مكوناته سعيا لتجسيد هدف جعل تونس مركزا للتجارة العالمية والخدمات. وفي صفاقس، ستتدعم البنية الأساسية سنة 2010 بالميناء التجاري من خلال مشروعين هامين يهدفان إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة بهذه المنشأة الاقتصادية. ويتمثل المشروع الأول في تهيئة مسطحات وأرصفة الميناء بكلفة تبلغ 4ملايين و500 ألف دينار بغاية تحسين جودة الخدمات المسداة للوكلاء التجاريين والمتعاملين مع الميناء من خلال المحافظة على معدات الشحن والتنزيل والرفع من مردوديتها الاقتصادية. أما المشروع الثاني والذي تقدر كلفته ب 3 ملايين دينار، فيتمثل في ربط الضفة الجنوبية للميناء بشبكة السكك الحديدية بما من شأنه أن يدعم إمكانيات النقل متعدد الوسائط ويساهم في إيجاد منافذ ومداخل جديدة للميناء مع تزايد صعوبات النقل البرى بالنسبة لشاحنات البضائع بسبب الاكتظاظ. كما ينتظر أن يعزز هذا المشروع تخصص ميناء صفاقس في نقل الحبوب والحاويات من خلال تفعيل استغلال الخطوط الحديدية في نقل هذه البضائع التي يؤمنهما الميناء على التوالي بنسبة 33 و7 بالمائة من مجموع نشاطها على المستوى الوطني. وللعلم فإن ميناء صفاقس قد حصل خلال شهر أكتوبر الماضي على شهادة المطابقة لمواصفات الجودة “ايزو 9001 ” (إصدار 2008) وذلك بالنسبة لمختلف الأنشطة التجارية. وفي هذا الصدد انعقدت بصفاقس في 25 نوفمبر 2009 استشارة جهوية حول المخطط التوجيهي للموانئ التجارية في أفق 2020 التي تميزت بمشاركة مهنيين وممثلين عن مختلف المتدخلين والمؤسسات ذات الصلة من القطاعين العام والخاص. وتضمن برنامج هذا اليوم عرضا حول مشروع المخطط التوجيهي لميناء صفاقس سيدي يوسف في أفق 2020 استعرض مختلف الأنشطة التجارية لهذا الميناء وآفاق تطويرها في ضوء فرضية تحويل نشاط المواد الكيميائية والمنجمية إلى ميناء الصخيرة ودخول ميناء النفيضة حيز الاستغلال علما وان مينائي صفاقس والصخيرة يؤمنان على التوالي 16 و21 بالمائة من الحركة الجملية للبضائع بالموانئ التونسية على المستوى الوطني. وتم التأكيد على ضرورة أن ينسجم هذا المخطط مع التوجهات الرئيسية للمشاريع الكبرى التي تعرفها الجهة على غرار مشروع تبرورة المحاذي للميناء ومشروع إستراتيجية تنمية صفاقس الكبرى في أفق 2016 ودراسة المثال التوجيهي لتهيئة الشريط الساحلي والذي أفضى إلى إمكانية إحداث ميناء ترفيهي بالمدينة إلى جانب المشاريع السياحية والبيئية المقررة لفائدة جزيرة قرقنة.