أخبار تونس - بحلول نهاية عام 2009 بلغ وباء أنفلونزا الخنازير ذروته في بقاع كثيرة من العالم وحسب مارجريت شان مديرة منظمة الصحة العالمية فإن “الغالبية العظمى من الحالات سوف تمر بأعراض خفيفة يعقبها شفاء سريع وتام”، مطمئنة بذلك الدول التي شملتها الاصابات بصفات متفاوتة كما ترجع المؤشرات المطمئنة إلى جهود عديد الدول في التصدي لهذا الوباء. وإذا كانت تونس ليست بمنأى عن فيروس اي اتش1 ان 1 فإنها سعت إلى الحد من مخاطره وذلك من خلال الايواء بالمستشفيات الذي شمل حتى الآن 600 حالة 50 بالمائة منها لحاملي بعض أعراض المرض في حين بلغ عدد الاصابات 3200 حالة منها 1095 حالة مؤكدة و2080 حالة اثبتها التحليل السريع حسب ما أورده الدكتور نور الدين عاشور مدير المرصد الوطني للامراض الجديدة والمستجدة خلال اللقاء الدوري بممثلي وسائل الاعلام الوطنية المنعقد صباح الثلاثاء بمقر وزارة الصحة العمومية بتونس حول الوضع الوبائي لفيروس اي اتش1 ان1. كما سطر المركز الوطني للحذر من استعمال الادوية برنامجا متكاملا لتعقب ورصد التأثيرات السلبية للقاح في جميع الجهات لا سيما على مستوى النجاعة والسلامة وهو ما أكده الدكتور محمد الأكحل مدير هذا المركز. وضمن هذا الباب لم تسجل في تونس أو في العالم تأثيرات جانبية للقاح الذي لا تشكل تركيبته أي خطر على مستعمليه باعتبارها نفس تركيبة اللقاح العادي الى جانب مادة مضافة مضادة للفيروس. ولم تتعد بعض الاعراض السلبية سوى تلك الناتجة عن كيفية الاستعمال أو الاعراض التي جاءت بالصدفة على غرار تناول دواء آخر بالتوازى مع اللقاح أو التعرض الى كسر أو اصابة والتي تمثل 98 بالمائة من الاعراض الجانبية في حين ان 2 بالمائة فحسب هي نسبة الاعراض الجانبية المتأتية عن حساسية ضد اللقاح. وكشف الدكتور منجي الحمروني مدير ادارة الرعاية الصحية الاساسية ان خطورة الفيروس تتمثل في سرعة انتشاره واستهدافه للفئات العمرية الصغرى والمتوسطة والنساء الحوامل خلافا للانفلوانزا العادية التي تستهدف أساسا كبار السن . كما توصلت تونس إلى توفير الكميات اللازمة من اللقاح تحسبا لموجات برد خلال شهري جانفي وفيفري 2010 وتتمثل هذه الكميات بحوالي 300 ألف جرعة من التلقيح الذى يحتوى على المادة المضافة و30 الف جرعة دون مادة مضافة وتقدر تكلفة اللقاح بعشرة ملايين دينار. واستفاد 150 ألف منتفع باللقاح من ضمنهم 10 آلاف امراة حامل وسيتم خلال الايام القليلة القادمة تسلم 22 ألف جرعة جديدة دون مادة مضافة وموجهة بالاساس الى الحوامل والاطفال. وكان فيروس “اتش1 ان1′′ الجديد قد تم رصده للمرة الاولى نهاية اذار/مارس في المكسيك حيث اطلقت عليه تسمية “انفلونزا الخنازير” رغم انه لا ينتقل من الحيوان الى الانسان وبلغ الوباء ذروته في ديسمبر في نصف الكرة الارضية الشمالي لكن الخبراء لا يستبعدون موجة جديدة مطلع العام 2010.