تونس-الصباح : خلافا لما قيل حول فيروس انفلونزا الخنازير مع بداية ظهوره ،بانه يفتك أساسا بكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، تبين أن الفيروس يفتك أيضا بالشباب في عنفوانهم . هذا ما تؤكده حصيلة الوفيات المسجلة في تونس فمن مجموع 18 شخصا توفوا بفيروس أنفلونزا الخنازير إلى حد الآن، نجد شابين الأول عمره 28 سنة والثاني لم يتجاوز 23 سنة وهما لا يشكوان من أي أمراض مزمنة.في المقابل سجلت حالة وفاة وحيدة في صفوف المسنين البالغة أعمارهم أكثر من 65 سنة. ويضيف الدكتور نور الدين عاشور مدير المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة خلال اللقاء الإعلامي الملتئم أمس بوزارة الصحة، أن 15 بالمائة من الوفيات في تونس سجلت لدى أشخاص لا يعانون من أمراض أو مشاكل صحية... كما أن 55 بالمائة من حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس سجلت في صفوف الفئة العمرية مابين 5 سنوات و18سنة. وتتوزع بقية الإصابات المؤكدة في تونس والبالغ عددها أكثر من 3 آلاف حالة، بين 20 بالمائة في صفوف الأطفال الأقل من 5 سنوات و16 بالمائة من الإصابات لدى الأشخاص المتراوحة أعمارهم مابين 18 و35 سنة . وقد تم إيواء 600 حالة في المستشفى نصفهم لا يشكون سابقا من أمراض مزمنة لكن التعكرات الصحية الخطيرة التي خلفها الفيروس تطلبت إيواءهم في المستشفي. تعكرات خطيرة من جهته يقول الدكتور منجي الحمروني مدير الرعاية الصحية الأساسية أن حالات الوفاة المسجلة في صفوف النساء الحوامل(3حالات) شملت أيضا نساء في مقتبل العمر تراوحت أعمارهن بين 26 و27 سنة وليس لديهن أمراض مزمنة. ويؤكد الدكتور منجي الحمروني أن التعكرات الصحية الخطيرة التي تسجل لدى بعض الأشخاص تكون سريعة ومفاجئة وفي غضون 3 أيام على أقصى تقدير يمكن أن يموت الشخص. وفي الكثير من الأحيان لا تجدى نفعا كل الجهود المبذولة لإسعاف المصاب أو إنعاشه لأن الفيروس يتغلغل بسرعة داخل الرئة ويحدث التهابات عميقة في الخلايا والنسيج الرئوي... وأمام هذه التعكرات الصحية الخطيرة وحالات الوفاة التي لم تستثن حتى الشباب الذين هم في صحة جيدة يؤكد الدكتور نور الدين عاشور أن التلقيح يعد الحل الوحيد للوقاية من الفيروس لا سيما وأن عدد الذين قاموا بالتلقيح إلى حد الآن في تونس لم يتجاوزوا 150 ألف شخص من بينهم حوالي 10 آلاف امراة حامل.. ويشير الدكتور نور الدين عاشور إلى أن التلاقيح متوفرة بالكميات اللازمة بنوعيها الذي يحتوي على اضافات والخالي من الإضافات كما ينتظر أن تصل غدا 22 ألف جرعة إضافية من التلاقيح الخالية من الإضافات . التلقيح والأثار الجانبية ويوضح الدكتور محمد الأكحل مدير المركز الوطني للحذر من مخاطر الأدوية أنه لا مبرر للخوف من التلقيح خاصة وأن معطيات المنظمة العالمية للصحة تؤكد أن الأعراض الجانبية الناتجة عن استعمال أكثر من 90 مليون جرعة تلقيح عبر العالم كلها أعراض متوقعة ولم تتجاوز الأعراض التي تظهر عادة عند اجراء تلاقيح النزلة الموسمية.ويضيف الدكتور محمد الأكحل أنه ومنذ الشروع في حملة تلقيح أنفلونزا الخنازير في تونس لم يتصل بالمركز الوطني للحذر من مخاطر الأدوية سوى 15 حالة تبين أن الأعراض الجانبية التي ظهرت عليهم بعد اجراء التلاقيح لا تتعدى بعض الآلام أو الإحمرار في مكان الحقنة أو ارتفاع حرارة الجسم، وكلها أعراض جانبية عادية تظهر أيضا مع إجراء التلاقيح المألوفة... وأكد الدكتور محمد الأكحل أنه لا مبرر للخوف من عدم خضوع التلقيح الجديد إلى التجربة الكافية لمعرفة آثاره السلبية ، لأن صنع تلقيح أنفلونزا الخنازير استند إلى ما تخزنه المخابر من معطيات وتجارب حول لقاحات النزلة العادية. وقد تم الحفاظ في صنع تلقيح أنفلونزا الخنازير على نفس المواد المضافة لتحفيز مناعة الجسم التي تستعمل في لقاح النزلة العادية مع تغيير وحيد تمثل في تعويض بروتيين H2N3 ببروتيين AH1N1 ...