أخبار تونس - تعتبر السياحة البيئية جزءا من السياحة المستدامة تنبع أسسها من النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية فهي تساهم في المحافظة على الإرث الوطني الطبيعي والثقافي وهي تعمل على مشاركة السكان المحليين ومساهمتهم في تخطيط وتطوير المشاريع. وقد ورد تعريف السياحة البيئية من قبل الصندوق العالمي للبيئة على أنها “السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها في الماضي والحاضر”. وقد عملت تونس على إدراج هذا المفهوم الجديد ضمن إستراتجيتها السياحية خصوصا وأنها تزخر بتنوع المواقع الطبيعية والمكونات البيئية التي جعلت منها نقطة جذب رئيسية يؤمها أكثر من ستة ملايين سائح سنويا. وفي هذا الإطار تندرج تهيئة المسلك السياحي البيئي بواحة رأس العين بنفطه التي انتهت أشغالها مؤخرا بتمويلات بلغت 480 ألف دينار في إطار التعاون بين وزارة الفلاحة والموارد المائية وإمارة موناكو. ويضم المسلك الذي يعبر واحة رأس العين من واد قديم تمت تهيئته على طول 1 كلم من خلال تبليطه وانجاز ثلاثين منشأة مائية وحفر بئر لتوفير المياه الكافية له فضلا عن إضافة عديد المكونات الطبيعية وغراسة الأشجار. ويندرج هذا المسلك ضمن مشروع متكامل لإحياء الواحة وإثرائها بأنشطة سياحية وخدماتية جديدة. ويوفر المسلك للزائرين فرصة الاطلاع على ما يتوفر بمعتمدية نفطة من عيون مياه طبيعية وواحات وخصوصا واحة رأس العين التي مثلت مصدر الهام لعديد الشعراء أمثال مصطفى ومحي الدين خريف. ويذكر أبناء نفطه أن منطقة رأس العين بواحتها وواديها كانت وجهة مفضلة للتنزه والاستراحة كما لعبت دورا اجتماعيا واقتصاديا وارتبطت بعادات وتقاليد الأفراح. وسيساهم استغلال هذا المسلك في إعادة إحياء النشاط السياحي بمدينة نفطة إذ تعتزم المصالح المعنية إدراجه ضمن المواقع السياحية. وعلاوة على تهيئة هذا المسلك يجرى تطوير عدد من المسالك السياحية البيئية الجديدة في تونس قصد النهوض بهذا الصنف من السياحة الطبيعية والخضراء التي تلقى إقبالا واهتماما كبيرين من التونسيين ومن السياح. ويذكر أنه في إطار العمل على دفع السياحة البيئية و تنويع المنتوج السياحي قامت وزارة البيئة والتنمية المستديمة بإعداد دراسة إستراتيجية أفضت إلى اختيار أهم المواقع التي يمكن تثمينها للغرض وهي مسلك المدن الأندلسية ومسلك ذاكرة الأرض ومسلك الجزر التونسية ومسلك الغابات ومسلك الزيتونة ومسلك الصحراء والواحات والمسلك الروماني للمياه من زغوان إلى قرطاج. وتنوعت البرامج من أجل دعم ميدان السياحة البيئية والايكولوجية حيث تولت مصالح البيئة بالتعاون مع الأطراف المعنية تنفيذ بعض الأنشطة النموذجية التي من شأنها أن تنهض بهذا القطاع وتتعلق بالخصوص بتثمين مواقع طبيعية مثل منتزه دجبة بتيبار.