أخبار تونس – يقوم التوازن الصحي لدى الإنسان على ثنائية التوازن النفسي والجسدي وتتجلى أهمية الصحة النفسية في تعريف الصحة الوارد في دستور منظمة الصحة العالمية: “الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز”. والصحة النفسية جزء لا يتجزّأ من هذا التعريف. ونظرا لطبيعة الحياة اليوم ونسقها السريع وتنوع الالتزامات وتنامي الضغوطات التي قد تدخل اضطرابات على الصحة النفسية للإنسان فإن الإحصائيات تؤكد أن عدد المضطرين نفسيا في العالم بلغ 450 مليون شخص. ووعيا بأهمية هذه المسألة أعطت تونس للصحة نفسية مكانة هامة ضمن المنظومة الصحية الوطنية حتى يكون الفرد قادرا على الاندماج السليم في المجتمع، من خلال وضع البرنامج الوطني للصحة النفسية الذي تم إحداثه سنة 1996 حيث تم وضع الإطار القانوني والهياكل المختصة التي تعنى بهذا المجال . وتأكدت هذه العناية أكثر بوضع وحدة للنهوض بالصحة النفسية سنة 2008 وهي وحدة مختصة في التصرف حسب الأهداف لإنجاز مشروع النهوض بالصحة النفسية وهي تعمل على وضع طرق عمل لتشخيص الوضع في مجال الصحة النفسية في تونس والوقوف على الأسباب من أجل إيجاد استراتيجية للتعامل مع الوضع الراهن. والجدير بالذكر انه سيقع العمل على العناية أكثر بالصحة النفسية في القطاع التربوي من خلال مزيد تفعيل جوانب الصحة النفسية في خلايا الإنصات بالمؤسسات التربوية كما يجري العمل على صياغة تصور حول العناية بفئة التلاميذ من الناحية النفسية من خلال وضع برنامج تدريس يهم الصحة النفسية ويمنحهم ثقة أكبر في النفس والتعامل بصفة إيجابية مع كل المشاكل أو الضغوطات التي تعترضهم. ويشار إلى انه من التوقع أن يقع إدماج الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأساسية والعمل على بعث طب الاختصاص في كل الجهات حسب ما ورد في صحيفة “الصحافة” التي التقت الدكتورة سميرة ميلاد مديرة البرنامج الوطني للصحة النفسية. كما أضافت الدكتورة ميلاد أنه من المتوقع أن تحتل الاضطرابات النفسية المرتبة الرابعة ضمن الأمراض الأكثر شيوعا في العالم سنة 2020 حسب منظمة الصحة العالمية.