أخبار تونس - يمتلك زيت الزيتون قيمة ثقافية واجتماعية فموسم جني الزيتون وتحويله يدخل أجواء خاصة على عديد المناطق التونسية التي تمتد فيها غابات الزيتون بمساحات كبيرة. ويكتسي قطاع زيت الزيتون في تونس طابعا اجتماعيا مهما حيث يوفر موارد رزق لما يزيد عن مليون نسمة منهم 309 آلاف فلاح يتعاطون هذا النشاط بصفة كلية أو جزئية أي حوالي 60 % من المنتجين في القطاع الفلاحي. وتتجلى الأهمية الاقتصادية للقطاع في مساهمته بنسبة 44 % من جملة الصادرات الفلاحية، كما يتم تصدير حوالي 70 % من الإنتاج الوطني. وقفزت قيمة صادرات زيت الزيتون التونسية إلى 484.1 مليون دينار (420.2 مليون دولار) من 387.6 مليون دينار في العام الماضي مع ارتفاع الأسعار في السوق العالمية. ويوجد بتونس حوالي 70 مليون شجرة وأكثر من 1700 معصرة بطاقة تفوق 40 ألف طن في اليوم في حين تقدر طاقة التخزين المتوفرة بحوالي 350 ألف طن. وتتوزع هذه المعاصر بين تقليدية وعصرية لإنتاج الذهب الأخضر، ويذكر أن عددا من المعاصر العصرية هي اليوم وحدات متكاملة لإنتاج وتحويل وتعليب وتصدير زيت الزيتون علاوة على مخابر لتحديد محتويات وأصناف الزيت ودرجة حموضته وقيمته الغذائية حتى يتمكّن من الحفاظ على جودته التي طالما تميز بها زيت الزيتون التونسي. ورغم تواجد هذه المعاصر العصرية حافظت معاصر تقليدية على تواجدها ضمن خارطة المعاصر واستطاعت الحفاظ على بقائها. وتتميز المعاصر التقليدية بتطلبها ليد عاملة وفيرة ولديها رغبة في ممارسة هذا النوع من النشاط الموسمي لأنه يتطلب مجهودا بدنيا. وحتى يتحول الزيتون إلى زيت ذا نكهة جيدة ومميزة يمر داخل هذه المعاصر التي يفوق سن بعضها ال 50 سنة بمراحل أولّها تجميع حبات الزيتون في مكان مخصص ثم يتم رحيه برحى كبيرة الشكل تدقه إلى حد تحويله إلى عجين ليّن يتم تفريغه في مرحلة ثانية في “شوامي” توضع فوق بعضها ثم توضع تحت وحدات ضاغطة تعصرها بشدة على مرحلتين. وتختتم عملية التحويل بتصفية الزيت الذي أنتجته عملية العصر وذلك بإضافة الماء الساخن ليصفى الزيت من “المرجين”. ويؤكد الكثيرون أن نكهة زيت المعاصر التقليدية لها ميزه خاصة. ومن الإجراءات التي تم اتخاذها في إطار تحسين المنتوج التونسي من زيت الزيتون ومزيد التعريف به في الأسواق الخارجية، إحداث صندوق خاص للنهوض بزيت الزيتون المعلب وذلك إثر قرار رئاسي يهدف إلى إرساء منظومة تعليب وتغليف عالية ومتطورة تتماشى وما شهده المستوى العالمي من تطور في هذا المجال، إذ عرفت التعبئة والتغليف نسقا تقنيا متسارعا... وتهدف تقنية تحسين جودة التعبئة والتغليف إلى مزيد تحفيز الصناعيين والمصدرين للارتقاء بكميات زيت الزيتون المصدرة وفضلا عن العناية بالتعليب تسعى وزارة الفلاحة والموارد المائية إلى المحافظة أكثر فأكثر على ديمومة القطاع من خلال تعصير نظم الإنتاج وتفعيل نتائج البحث وتطوير تقنيات الإنتاج عبر تحسين ظروف الجني والجمع والنقل والتحويل والخزن ومزيد تنمية الصادرات والرفع من القيمة المضافة للمنتوج. وتسعى الوزارة في خطتها الوطنية في مجال زيت الزيتون إلى مجابهة أبرز التحديات التي تفرضها المنافسة في الإنتاج والجودة و الترويج وذلك بالعناية خاصة بتطوير نسبة صادرات الزيوت المعلبة والبيولوجية ودعم الشراكة التي تفتح آفاقا واسعة أمام القطاع.