أخبار تونس – من فترة إلى أخرى تؤكد الكفاءات التونسية في مختلف الاختصاصات تألقها على مستوى عالمي سواء بإحرازها جوائز أو بتكليفها بمناصب هامة على المستوى الدولي هذا ما تأكد مؤخرا بانتخاب السيد مصطفى بسباس في ديسمبر المنقضي ضمن 18 عضوا بأكاديمية العلوم بفرنسا، وهي أكاديمية عريقة أسسها الملك لويس 14 في سنة 1666 بفرنسا. والسيد مصطفى بسباس هو أستاذ بالمدرسة الوطنية للمهندسين بجامعة تونس المنار تحصل من نفس الأكاديمية خلال سنة 2005 على جائزة «بول دواسو اميل بلوتى» وهي جائزة ذات صيت عالمي تسند إلى أهم الأعمال العلمية. والجدير بالذكر أن الأستاذ مصطفى بسباس متحصل على الإجازة في الجيولوجيا ومتحصل على الدكتوراء في العلوم من جامعة Pierre & Marie Curie وتتركز بحوثه ودراساته بصفة عامة على التصرف في الموارد المائية. بدأ الأستاذ مصطفى بسباس حياته المهنية سنة 1964 بصفته جيولوجي في مكتب دراسات حول الموارد المائية مكلف بتنمية الموارد المائية في تونس وبين سنة 1972 و1979 أصبح مهندسا بحوث في Ecole des Mines في باريس بمركز الإعلامية الجيولوجية حيث تخصص في طبقات المياه الجوفية. وفي سنة 1979 التحق بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس أين أسس مخبر وفي سنة 1989 عيّن مدير للمدرسة الوطنية حتى سنة 1995. وبيّن السيد مصطفى بسباس أن انتخابه بهذه الأكاديمية هو تكريم لشخصه ولكل التونسيين وقال: “إن هذا التكريم هو شرف عظيم وانه أول تونسي وعربي وإفريقي يناله شرف عضوية الأكاديمية العلمية بفرنسا” في حديث مع جريدة “الحرية”. وأكد السيد مصطفى بسباس أن الأكاديمية تضم 240 عضوا و144 عضوا شريكا أجنبيا ينتمون إلى قسمين كل قسم يحتوي على أربع شعب هي: الرياضيات والفيزياء والصناعات الميكانيكية والاعلامية وعلوم الكون (الشعبة التي ينتمي اليها السيد مصطفى بسباس). وأشار الأستاذ بسباس إلى أن البرنامج الانتخابي الرئاسي 2009/2014 تضمن في محوره العشرين «قطاع فلاحي يواكب التحولات المناخية ويرفع تحديات المرحلة» مزيد العناية بقطاع المياه من خلال القيام بدراسات استشرافية لقطاع المياه إلى أفق 2050 هذا فضلا عن مواصلة ربط السدود ودراسة تحويل فوائضها بما يمكن من المحافظة على المائدة المائية خاصة في مناطق الجنوب ويضمن استمراريتها وأكد الأستاذ مصطفى بسباس ضرورة تطوير قانون المياه الذي تم سنّه سنة 1975، مشيرا الى ان هذا القانون الذي يجري حاليا تحيينه سيمكن لاحقا من مواصلة حماية المائدة المائية وخاصة في المناطق التي تشهد استغلالا مفرطا. كما اقترح دعما لتوجهات الدولة في مجال المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها مواصلة البرامج التوعوية ونشر عقلية الاقتصاد في مياه الشرب لدى الناشئة والتلاميذ والطلبة هذا إلى جانب العمل على مواصلة تشجيع بعث المشاريع المقتصدة في الماء. ودعا الأستاذ مصطفى بسباس إلى التفكير في بعث مشروع نقل مياه الشمال في السنوات الممطرة إلى بعض المناطق الداخلية التي تشهد مائدتها المائية استغلالا كبيرا بما يحافظ على مردود هذه المائدة ويحميها من الاضمحلال.