أخبار تونس - شهد المنتوج السياحي التونسي في السنوات الأخيرة نقلة لا فقط على مستوى الخدمات السياحية المقدمة ومدى جودتها بل أيضا على مستوى ظهور منتوجات سياحية جديدة استقطبت سياحا لم يجدوا فقط ضالتهم في الاستجمام والاستمتاع بشمس تونس وصحرائها وبحرها ورصيدها الثقافي والحضاري بل كذلك في تقدمها الصحي وكفاءة إطارها الطبي... فقد أصبح السياح اليوم يأتون لأغراض أخرى مثل شفط الدهون وزيادة حجم الثدي وغيرها من الجراحات التجميلية المتنوعة. وقد خصصت مجلة Africain Busines في عددها الأخير جانفي/فيفري 2010 ملفا خاصا حول السياحة الطبية في تونس متوقفة عند نجاح هذا القطاع لاسيما وأنه استقطب سنة 2009 250.000 سائحا أجنبيا حلوا بتونس لغرض العلاج بين ليبيين بنسبة 70% وأفارقة (خاصة من مالي، ساحل العاج، سينغال وبورندي) بنسبة 12% وغربيون بنسبة 18% غالبيتهم من النساء اللاتي يبحثن عن الجمال من خلال كفاءات تونسية... وتمثل السياحة الاستشفائية مصدرا للعملة الصعبة كما أنها تمثل 5% من الصادرات الجملية للخدمات و24% من رقم معاملات المصحات الخاصة. علما وأن مصاريف السائح الأجنبي في المجال يمكن أن تصل 4000 أورو في حين لا يتجاوز معدل مصاريف السائح العادي 300 أورو مما يبين مدى القيمة المضافة العالية لقطاع السياحة الصحية خاصة تلك المتعلقة منها بالعمليات التجميلية لاسيما لدى السائح الغربي فقد شهدت سنة 2009 على سبيل المثال إجراء 3000 عملية جراحية انتفع بها هذا النوع من الوافدين. وللعلم فعلاوة على تميز الكفاءات الطبية في تونس فإن تكلفة العمليات الجراحية في تونس تعتبر منخفضة مقارنة بأوروبا فعلى سبيل المثال تبلغ قيمة عملية جراحية لشد الوجه في تونس 3200 أورو أما في فرنسا فإنها تصل إلى 5000 أورو أو أكثر، أما عملية تكبير الثدي التي تستأثر ب 40 ف 50% من إجمالي العمليات التجملية فإن تكلفتها لا تتجاوز 2600 أورو بتونس مقابل 6000 أورو في فرنسا. وقد ساهم النمو في قطاع السياحة بشكل عام في تحفيز أصحاب وكالات الأسفار على التخصص في هذا الميدان حيث توجد العشرات منها تنتشر على مستوى العاصمة وفي مدن أخرى مثل نابل وجربة...