أخبار تونس – يتميز أرخبيل قرقنة الذي يتكون من جزيرتين رئيسيتين (غربي وشرقي) و12 جزيرة صغيرة بطبيعة خلابة ومناخ معتدل مما جعله قبلة للسياحة والترفيه حيث لا تفصله عن سواحل صفاقس سوى مسافة 20 كلم. وقصد المحافظة على هذا الارخبيل تم يوم السبت 6 فيفري 2010 بقرقنة تنظيم ورشة عمل تمحورت حول اطلاق مشروع استراتيجية وخطة عمل تأقلم جزيرة قرقنة مع التغيرات المناخية وذلك ببادرة من نادي “ليونز” صفاقس – طينة وبمشاركة خبراء وممثلين عن المؤسسات المختصة في المجال “الصندوق العالمي للبيئة” و”وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي” و”المعهد الوطني للرصد الجوي”. ويرمي هذا المشروع الذي يساهم في تمويله كل من برنامج التمويل الصغير التابع للصندوق العالمي للبيئة والصندوق السويسرى للبيئة الى تيسير ارساء مقاربة تشاركية وتنسيقية من شأنها تحسيس كل الاطراف وطنيا ومحليا بأهمية رهان تشخيص السبل الكفيلة بالتقليص من التأثير السلبي للتغيرات المناخية. وشكلت الورشة فرصة لتقديم نتائج دراسات انجزت حتى الآن بباردة من باحثين تونسيين حول هشاشة أرخبيل قرقنة ازاء ثأثيرات التغيرات المناخية. وأفاد السيد فيصل العش رئيس فرع المعهد الوطني للرصد الجوي بصفاقس بأن جزيرة قرقنة تشهد هشاشة ازاء تأثيرات التغيرات المناخية من خلال ارتفاع الحرارة بثلاث درجات خلال العشرية الاخيرة وما يصاحب ذلك من ارتفاع في مستوى البحر واكتساحه للأراضي. وتشير مختلف الدراسات التي انجزها باحثون وجامعيون تونسيون ووزارة البيئة والتنمية المستديمة وقدم نتائجها السيد عبد الكريم داود جامعي وباحث بجامعة صفاقس ان الارتفاع المتسارع لمستوى البحر يشمل أكثر من 78 كلم من السواحل الهشة للجزيرة ويهدد بفقدان 4500 هكتار من الاراضي في أفق 30 سنة. وتركزت توصيات المشاركين أساسا على أهمية القيام بدراسات علمية معمقة حول مختلف جوانب هشاشة الساحل والوسط البحري من أجل مواجهة التأثيرات المناخية والحفاظ على الثروات الساحلية والبحرية لقرقنة. وتتجه العناية إلى ضرورة اعتماد ممارسات تحترم توازن النظام البيئي ويتعلق الأمر خاصة بمقاومة ظاهرة الصيد العشوائي في المناطق الساحلية والأخذ في الاعتبار هشاشة الساحل في مشاريع التهيئة العمرانية والتحكم في الطاقة واحترام متطلبات التنمية المستدامة. وفضلا عن المداخلات العلمية تضمن برنامج الورشة عرض فيلم انجزه نادي “ليونز صفاقس – طينة” بهدف تحسيس مختلف الفاعلين بهشاشة الجزيرة، كما تم تدشين معرض للرسم أنجزه طلبة معهد الفنون والحرف بصفاقس وتلامذة المدرسة الاعدادية بقرقنة ومعهد فرحات حشاد حول موضوع “قرقنة.. حان الوقت للتحرك”.