أخبار تونس– عين وزير الثقافة الفرنسي الحالي والإعلامي السابق فريديريك ميتران السيدة درة بوشوشة يوم 3 فيفري الجاري على رأس صندوق دعم “سينما الجنوب “بفرنسا تكريما للمهنيين التونسيين. ويترجم هذا الاختيار الثقة في قدرة المنتجة على تحمّل هذه المسؤولية الهامة وتميز الفنانين التونسيين . وللعلم فقد بعث صندوق الجنوب بفرنسا، الذي احتفل خلال العام المنقضي بمضيّ 25 سنة على إحداثه، منذ سنة 1984 فرنسا بتمويل من وزارة الثقافة والاتصال ووزارة الشؤون الخارجية والأوروبية وأصبح يضم إلى جانب البلدان الإفريقية والمغاربية سينماءات بلدان جديدة كبلدان أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية. وقد ساهم في دعم حوالي 400 مشروع فيلم بمعدل 110 آلاف أورو أي بحوالي 200 ألف دينار تونسي لكل مشروع إلى حدود 2009. ويمنح الصندوق الدعم للراغبين في ذلك من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط ويقدّم الصندوق ثلاثة أصناف من المنح هي: منحة الإنتاج ومنحة إتمام العمل ومنحة إعادة الكتابة. ويرصد الصندوق ما قيمته 152 ألف أورو كمنحة إنتاج وحوالي 46 ألف أورو كمنحة للمساعدة على إتمام العمل وما يقارب 8 آلاف أورو للمساعدة على إعادة الكتابة. ولا يمنح الدعم بصفة آلية وإنما يخضع لمجموعة من الشروط يحددها قانون الصندوق مثل أماكن التصوير واللّغة المعتمدة والميزانية، كما أن المنح لا تصرف دفعة واحدة وصرفها يتطلب بدوره شروطا دون أن ننسى الشروط المتعلقة بالموارد البشرية إذ ينبغي أن يكون المخرج وشركة الإنتاج من البلد المنتفع ومواقع التصوير أو النسبة الكبيرة من نفس البلد أما اللغة فهناك إمكانية الاختيار بين لغة البلد الأصلية أو اللغة الفرنسية. ويوجه الدعم لأعمال درامية أو أفلام الصور المتحركة و الفيلم الوثائقي شريطة أن يتعلق الأمر بعمل سينمائي موجه بدرجة أولى للقاعات السينمائية و أن يكون الفيلم طويلا. وتختار اللّجنة المشاريع المرشحة لنيل دعم الصندوق خلال جلسة عامة بعد القيام باختيار أولي، وتمنح اللجنة موافقتها في كل جلسة لعدد من المشاريع عادة لا تفوق 40 مشروع وهي تجتمع بمعدل أربع مرات في العام. ويشار إلى أن التونسية درّة بوشوشة هي الشخصية السينمائية التونسية والمغاربية والعربية الثانية التي تتقلّد هذا المنصب بعد المخرجة مفيدة التلاتلي صاحبة “صمت القصور” و”موسم الرجال” وقد تحصلت درة بوشوشة على ماجستير اللغة الإنقليزية وشهادة ماجستير في الآداب في جامعة السوربون (باريس 1983). ثم درست الأدب الإنقليزي بين عامي 1982 و 1994 في معهد بورقيبة للغات الحية بتونس . ومنذ سنة 1992 بدأت تتجه تدريجيا نحو ميدان السينما من خلال الإشراف على إنتاج أعمال المنتج التونسي أحمد بهاء الدين عطية صاحب شركة Ciné-téléfilms قبل أن تقوم بتربص في الإنتاج وكتابة السيناريو بباريس بين سني 1993 و1995 بالمدرسة الفرنسية العليا لمهن الصورة والصوت Fémis لتدخل بصفة نهائية مجال الإنتاج السينمائي وتبرز كأحد الوجوه المتميزة على الساحة الثقافية الفرنسية مما جلب لها التقدير من قبل العاملين في هذا المجال.