بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وجه الرئيس زين العابدين بن علي رسالة إلى السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية. وفي ما يلي نص الرسالة: السيدة عزيزة حتيرة تحتفل بلادنا اليوم بكل حماس واعتزاز مع سائر أعضاء الأسرة الدولية باليوم العالمي للمرأة. ويطيب لي في هذه المناسبة المتميزة أن أتوجه إليك وإلى عضوات المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني للمرأة التونسية بأحر التحيات وأزكى التمنيات، مهنئا النساء التونسيات كافة داخل الوطن وخارجه بهذا اليوم العالمي وراجيا أن يعود عليهن بمزيد التقدم والنجاح. وإنه لمن حسن الصدف أن يتزامن احتفالنا باليوم العالمي للمرأة هذه السنة مع الذكرى الحادية والثلاثين لاعتماد الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ومع رئاسة تونس، في شخص السيدة ليلى بن علي، لمنظمة المرأة العربية، بما يثبت جدارة بلادنا بأن تكون في مقدمة البلدان التي منحت المرأة أوفر الحقوق وبوأتها أفضل المراتب. لقد كانت تونس سباقة في وعيها المبكر بقضية المرأة بفضل ما ظهر فيها من حركات إصلاحية رائدة أكسبت بلادنا رصيدا فكريا واجتماعيا أصيلا يجمع بين التحرير والتنوير والتطوير والتحديث والتسامح والاعتدال ويزداد غزارة وعمقا بتوالي العهود وتنوع المراحل. وكنا بادرنا منذ الأيام الأولى من التغيير بوضع منظومة متكاملة من التشريعات الاجتماعية التي تناولت تكريس حقوق الإنسان في أوسع معانيها وأنبل غاياتها ولاسيما منها ما تعلق بالأسرة والمرأة والطفولة إضافة إلى المبادرات والإجراءات التي اتخذناها في المجال وشملنا بها الدستور ومجلة الأحوال الشخصية ومجلة الشغل وقانون الجنسية والمجلة الجزائية وذلك من أجل حفظ كرامة الرجل والمرأة على حد سواء وتكريس مفهوم المساواة والشراكة بينهما في الاسرة والمجتمع. فلا عجب إذا استكملت المرأة التونسية في زمن قياسي حقوقها واقتحمت ميادين الفعل وإثبات الذات في مختلف أوجه النشاط والنضال وفي شتى مواقع المسؤولية والقرار حتى أنها أصبحت اليوم رمز الحيوية والحداثة في مجتمعنا وحصنا حصينا ضد تيارات الرجعية والتطرف. وإذ يحق للمرأة التونسية أن تفتخر في هذا اليوم العالمي للمرأة بما تحقق لها من مكاسب وإنجازات وبما تمارسه من أدوار ومسؤوليات في الاسرة والمدرسة والكلية والإدارة ومؤسسات الإنتاج والمال والأعمال وفي مجالات الإبداع الفكري والثقافي والفني والرياضي وفي المؤسسات الدستورية ومكونات المجتمع المدني عامة، فإنه يحق للشعب التونسي أيضا أن يعتز بما يسود مختلف أفراده وفئاته وأجياله من تماسك وتوازن وتكامل، تعتبر أنفس الفضائل التي يملكها في رصيده الاجتماعي والسياسي الذي يتميز به في محيطه الجغرافي القريب والبعيد. وكل عام والمرأة التونسية بخير وكل عام وتونس بخير.