أخبار تونس- تؤدي الغابات دوراً مُهمِّاً في التخفيف من تغيُّر المناخ لكونها تختزن كمياتٍ هائلة من الكربون فإن إزالتها أو تحويلها إلى استعمالٍ آخر يؤدي إلى إعادة إطلاق هذه الكميات المُختزنة في الأجواء. كما يبلغ مجموع الرقعة العالمية من الغابات أكثر بقليل من أربعة مليارات هكتار اليوم أي 31 بالمائة من المساحة الجملية لليابسة. وفي هذا السياق، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” أن معدلات إزالة الغابات بالمقياس العالمي الشامل قد تباطأت على مدى السنوات العشر المنصرمة حتى وإن ظلَّت مرتفعةً لدى العديد من البُلدان على نحوٍ مثيرٍ للقلق. وفي هذا الإطار، افتتحت يوم الاثنين 05 أفريل بياسمين الحمامات من ولاية نابل أشغال الدورة التاسعة عشرة لهيئة غابات الشرق الأدنى التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري. وتتناول هذه الدورة التي تتواصل من 05 إلى غاية يوم 9 أفريل الجاري بمشاركة 20 بلدا من منطقة الشرق الأدنى بالدرس موضوع “الغابات والمراعي والتكيف مع التغيرات المناخية لتحقيق التنمية المستديمة”. وسترتكز أشغال هذه الدورة على دراسة محاور تخص: - الإدارة المستديمة للغابات والمراعي - المراعي والسياسات الغابية والتهيئة المستديمة - الحياة البرية وحماية الغابات من الحرائق - التنوع البيولوجي والتغيرات المناخية ويهتم المؤتمر بمتابعة توصيات الدورة 18 وبحث أنشطة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وأنشطة بلدان الإقيلم. وسيتم بالتزامن مع الملتقى تنظيم ندوة حول موضوع ” تقييم مخاطر المناخ على الغابات والمراعي في الشرق الأدنى ومدى تعرضها لها” وإجراء حوار مع رؤساء إدارة الغابات. كما سيقع تنظيم أسبوع “غابات الشرق الأدنى” من خلال معرض يبرز انجازات البلدان المشاركة بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الورشات الفنية التي ستعنى بالخصوص بحرائق الغابات وبالتغيرات المناخية وبالغابات التونسية. وفي سياق تعريفه بالتجربة التونسية، بين السيد أحمد رضا الفقيه سالم المدير العام للغابات أن سياسة تنمية القطاع الغابي والرعوي في تونس تقوم على تحقيق المعادلة بين الاستغلال والاستدامة للموارد مع الاهتمام بالعنصر الاجتماعي قصد المحافظة على التوازنات الطبيعية. وأشار إلى جملة الإجراءات والحوافز والاستراتيجيات الوطنية التي تم وضعها قصد تنمية القطاع عبر تنمية التشجير الغابي والرعوي ومقاومة التصحر والانجراف وحماية الغابات من الحرائق والآفات والتصرف المستديم بالمنظومات الغابية مما سيمكن من تطوير نسبة الغطاء الغابي من 13 بالمائة حاليا إلى 16 بالمائة في عام .2020 كما لاحظ أنه سيتم العمل، تنفيذا لما جاء في البرنامج الرئاسي 2009-2014، على إحداث 20 حديقة وطنية ومحمية طبيعية جديدة ستساهم في تعزيز شبكة الحدائق والمحميات الحالية والمتكونة من 8 حدائق وطنية و20 محمية طبيعية بما سيساهم في تغطية كافة المنظومات الطبيعية بالبلاد التونسية.