انطلقت يوم الأحد بمراكز الولايات وبمراكز المعتمديات بالعديد من جهات الجمهورية عمليات تقديم قائمات الترشح للانتخابات البلدية المقبلة لتجديد هيئات المجالس البلدية، لتتواصل الى غاية يوم السبت 17 افريل الجاري. وقد تقدمت عدة احزاب سياسية بقائماتها بالالوان المميزة لكل حزب فى الدوائر الانتخابية التي ستشارك فيها. ووفقا لمقتضيات المجلة الانتخابية تحصلت كل القائمات التي قدمت ترشحاتها على الوصولات الوقتية من ادارات الولايات او المعتمديات الكائنة بها البلديات المرشح لها، وذلك في انتظار تسلمها الوصولات النهائية في غضون اربعة ايام بعد التاكد من احترامها لكل الشروط القانونية المنصوص عليها بالمجلة الانتخابية. وتنظم هذه الانتخابات في ظل التنقيحات المدخلة على المجلة الانتخابية في 13 افريل 2009 وهي تنقيحات جسدت الاصلاحات التي اعلنها الرئيس زين العابدين بن علي في الذكرى العشرين والذكرى الحادية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر في تاكيد من سيادته على ان خيار التعددية لا رجعة فيه وان الاحزاب السياسية الوطنية هي اطراف المعادلة الديمقراطية والتنافس النزيه. وتنص التعديلات الخاصة بالانتخابات البلدية بالخصوص على التقليص في عدد مكاتب الاقتراع بما يمكن البلديات التي يساوي عدد الناخبين فيها 7 الاف او اكثر من الترفيع في عدد الناخبين المسجلين في المكتب الواحد الى 600 ناخب عوضا عن 450 ناخب. كما تتعلق بالنزول بالسقف المحدد لعدد المقاعد بالنسبة الى القائمة الواحدة في صورة تعدد القائمات بكيفية لا تسمح لاي قائمة بان تتحصل على اكثر من 75 بالمائة من المقاعد بالمجالس البلدية مهما كان عدد الاصوات التي تحصلت عليها. وتكمن أهمية هذه التعديلات كذلك في كونها تنص على النزول بالسن المخولة للترشح لعضوية المجالس المنتخبة /البلديات/ والهيئات الدستورية من 25 الى 23 سنة بما يمكن الكفاءات الشابة من الارتقاء الى مواقع المسوءولية صلب الهياكل المنتخبة. وقد اكد الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه في افتتاح اشغال الموءتمر الثالث عشر للاتحاد الوطني للمراة التونسية انه سيتم دعم حضور المراة في المجالس البلدية التي ستنبثق عن انتخابات شهر ماي القادم راجيا ان //تحرص كل القائمات المترشحة على اختلاف الوانها وانتماءاتها على دعم حضور المراة فيها// وكان رئيس الدولة دعا في الذكرى العشرين للتحول الى دعم حضور المراة فى قائمات التجمع لهذه الانتخابات البلدية وللانتخابات التشريعية التي سبقتها الى نسبة لا تقل عن 30 بالمائة. وحرصا على تأمين كل الظروف الملائمة لتجرى هذه الإنتخابات في إطار الشفافية وسيادة القانون وحياد الإدارة والتعامل مع كل الأطراف المتنافسة طبق القانون وعلى قدم المساواة، كلف الرئيس زين العابدين بن علي يوم 30 مارس المنقضي، السيد عبد الوهاب الباهي بمهمة رئاسة المرصد الوطني للإنتخابات البلدية القادمة وبتشكيل أعضائه للقيام بمعاينة ميدانية لكل الظروف التي ستتم فيها الإنتخابات بكافة مراحلها. ويعكس هذا الحرص مدى تعلق سيادة الرئيس بمزيد ترسيخ المسار التعددي والارتقاء بالممارسة الديمقراطية في البلاد.