أخبار تونس - تجسيما لخيارات تونس القائمة على دعم بناء صرح المغرب العربي ودفعا للعمل المغاربي المشترك في مختلف المجالات احتضنت تونس فعاليات المؤتمر الطبي البيطري المغاربي في دورته 27 تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي وتحت شعار “الخدمات البيطرية والجودة”. وشارك في أعمال المؤتمر أكثر من 500 طبيب بيطري من تونس والجزائر والمغرب وليبيا بالإضافة إلى ممثلين عن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي وعن المنظمة العالمية للاغذية والزراعة وعن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. وبحث المؤتمر الذي تنظمه الجمعية الوطنية للأطباء البياطرة بتونس واتحاد التنظيمات الطبية البيطرية المغاربية الذي أصبحت تتراسه تونس وعلى امتداد سنة كاملة مجموعة من المحاور العلمية المرتبطة بأهمية الطب البيطري في الصحة والتنمية وباعتباره حلقة رئيسية في ضمان جودة المنتجات الحيوانية والمواد ذات الأصل الحيواني. ومن ضمن الأهداف التي سعى المؤتمر إلى تحقيقها مزيد تحسيس مختلف المتدخلين في منظومة الصحة الحيوانية بأهمية الجودة كشرط أساسي لديمومة أنشطة تربية الحيوانات وصناعة المنتجات ذات الأصل الحيواني سواء على الأصعدة الوطنية أو على مستوى التصدير نحو الأسواق الخارجية. واهتم المؤتمر بمحاور تخص “الأمراض الحيوانية العابرة للحدود” و “أمراض المجترات حديثة الولادة” و”الأمراض الفيروسية في الدواجن” بالإضافة إلى “المستجدات في انفلونزا الحيوانات” و”التأطير الصحي لصغار القطط والكلاب. والجدير بالذكر أن للطب البيطري أهمية بالغة في تنمية اقتصاد البلدان المغاربية خصوصا في ميادين الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية والبحث العلمي وحفظ صحة الإنسان مما يقتضي بذل جهود اكبر قصد تأهيل المنتجات حيوانية الأصل وتحسين جودتها لتامين صحة المواطن من قبل مختلف المتدخلين في القطاع من مربين وصناعيين وأطباء بياطرة. فالتحولات السريعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي والتحديات التي تواجه القطاع الفلاحي في مجال سلامة الأغذية وجودتها بالإضافة إلى التغيرات المناخية وما يمكن أن ينجر عنها من أمراض وأوبئة يستدعي التنسيق بين كافة المصالح البيطرية المغاربية للحد من خطورة هذه الأمراض وسرعة انتشارها. وفي هذا الإطار يندرج قرار رئيس الدولة المتمثل في بعث مركز وطني لليقظة الصحية الحيوانية بغية تتبع الحالة الوبائية في المنطقة قصد التوقي منها ومنع تسرب الأمراض إلى البلدان المغاربية. وعلى مستوى جودة الخدمات البيطرية اتخذت الدولة جملة من البرامج لتحسين القطاع حيث تمت إعادة هيكلة المصالح البيطرية منذ سنة 2001 وإرساء نظام التربص الداخلي والاختصاص في نطاق الإقامة بالنسبة لتكوين الأطباء البياطرة فضلا عن اعتماد التوكيل الصحي البيطري الذي يشمل اليوم 130 طبيبا بيطريا من القطاع الخاص يساهمون بدور فعال في مد يد المساعدة إلى الإدارة والمهنة. كما تم دعم برنامج التوكيل الصحي البيطري علاوة على العمل على مزيد تحسين مردوديته باعتبار مساهمته في تحسين جودة الخدمات البيطرية للطبيب الممارس وجعله قريبا من المواطن ويذكر أن البرنامج الذي انطلق سنة 2006 ب10 أطباء يضم اليوم 130 طبيبا كما تطورت اعتماداته من 150 ألف دينار إلى 9ر1 مليون دينار حاليا. وتعد هذه التظاهرة دليلا قاطعا على توجه تونس نحو بناء صرح اتحاد المغرب العربي بوصفه خيارا ثابتا ودور الأطباء البياطرة في ترسيخ هذا الخيار وفي تعزيز الجهود المبذولة للعمل المشترك والتنسيق من اجل رقي البلدان المغاربية في كل مضمار. ويشار إلى أن التعاون البيطري بين الدول المغاربية يعود إلى سنة 1982 تاريخ عقد أول مؤتمر كما تم الإعلان عن إنشاء “اتحاد تنظيمات الأطباء البياطرة لدول المغرب الكبير” بالمغرب في ماي 1990 .