أخبار تونس – تشارك تونس اليوم المجموعة الدولية احتفالها باليوم العالمي للأسرة الذي يحمل هذه السنة شعار “وقع الهجرة على الأسر في العالم” ويندرج اختيار هذا الشعارفي إطارالتأكيد على ضرورة الوعي بالتحولات التي يشهدها العالم والرهانات المطروحة سيما في مجال الهجرة، الأمر الذي يضع المجموعة الدولية إزاء تحديٌات جديدة تتطلب تظافر الجهود لضمان التفاعل المتلائم معها. ويذكر في هذا السياق أن تونس تولي الأسرة عناية خاصة باعتبارها خلية أساسية تضمن للمجتمع توازنه واستقراره ورفاهه ونمائه حيث تركزت الجهود في تجسيم المشروع المجتمعيٌ الحداثيٌ على تكامل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للعمل التنموي الوطني، إذ لم تقتصر العناية بالأسرة على دعم حقوق أفرادها، وإثرائها بل اعتبرت النهوض بأوضاع هذه الخليٌة الأساسيٌة رهانا لتأمين جودة الحياة لجميع التونسيين داخل الوطن و خارجه. وعملا على تطوير قدرات الأسرة حتى تكون في مستوى الرسالة الحضارية المتجدٌدة خصٌها الرئيس زين العابدين بن علي ضمن برنامجه الرئاسي للمرحلة 2009-2014 بتوجهات رائدة اختزلتها النقطة السابعة “المرأة التونسية رمز أصالة وعنوان حداثة والأسرة عماد التماسك الاجتماعي”. ولهذا الغرض أقر البرنامج بالخصوص إنجاز دراسة للتحولات الاجتماعية قصد التعرٌف على ملامح أسرة الغد ليتمٌ اعتماد نتائجها في إعداد خطة وطنية ثالثة لفائدة الأسرة، وهو تأكيد متجدد للحرص المتنامي على تصوٌر برامج ووضع آليات تتصف بالشموليٌة والدينامية... وفتح البرنامج الرئاسي للمرحلة المقبلة آفاقا واسعة لتدعيم مكاسب كافة أفراد الأسرة وتعزيز قدرات الكيان الأسري على مواكبة المتغيٌرات ورفع التحديٌات، حيث لا تكاد تخلو نقطة من نقاطه من مكسب جديد يضاف إلى رصيد الأسرة التونسية ويدعم أسباب توازنها وتماسكها. كما خص البرنامج الرئاسي الأسرة المهاجرة بعناية مميزة من خلال النقطة التاسعة التي جاءت تحت عنوان “التونسيون في الخارج دوما في قلب الوطن” حيث أذن رئيس الدولة بتطوير المنظومة المعتمدة للإحاطة بالجالية التونسيٌة بالخارج وتعزيز تكاملها من خلال تأهيل فضاءات الأسرة في الخارج، وأخذ التحولات الديمغرافيٌة والثقافيٌة الطارئة على تركيبة الجالية وتطلٌعاتها بعين الاعتبار بالنسبة إلى سائر البرامج الموجهة إليها. كما حث على تعزيز العناية بالأجيال الجديدة للهجرة تجذيرا للهوية الوطنيٌة لديها ودعما لتعلٌقها بالانتماء إلى تونس وحفاظا على التواصل معها خاصة من خلال الإذن بإحداث “دار تونس” في اكبر العواصم العالمية... وفي ذات السياق كان للمبادرات الرائدة للسيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية، رئيسة منظمة المرأة العربية في مجال دعم مكانة المرأة العربية في مسارات التنمية ببلدانها، بالغ الأثر في مزيد إشعاع التجربة التونسية والتعريف بها. ومن حيث الأرقام يشار إلى أن عدد الأسر في تونس بلغ 2 مليون و 407 ألف و200 أسرة سنة 2008 وعدد التونسيين بالخارج مليون و89 ألف و212 سنة 2009 . والجدير بالذكر إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للأسرة يعود إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1993 باعتبار الخامس عشر من ماي / أيار يوما عالميا للأسرة وحث هذا القرار كافة الدول والهيئات الرسمية وغير الرسمية على العمل على رفع مستوى عيش الأسرة وأفرادها بما يتلاءم مع الأهداف التنموية ، الأمر الذي يكفل بأن تكون الأسرة وحدة فاعلة في التنمية الشاملة. وبهذه المناسبة 2010 أصدرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو” أمس الخميس 13 ماي بيانا دعت فيه الدول الأعضاء إلى حماية الأسرة باعتبارها الخلية الأولى للمجتمع وتوفير الضمانات اللازمة للنهوض بها.