تونس 14 ماي 2010 (وات) - تحت شعار "وقع الهجرة على الأسر في العالم" تحيي تونس مع سائر دول العالم يوم السبت 15 ماي، اليوم العالمي للأسرة. ويأتي اختيار هذا الشعار تأكيدا للوعي بالتحولات التي يشهدها العالم والرهانات المطروحة لا سيما في مجال الهجرة، الأمر الذي يضع المجموعة الدولية إزاء تحديٌات جديدة تتطلب تضافر الجهود لضمان التفاعل الملائم معها. ويعكس الإحتفال بهذا اليوم الأهمية التي توليها تونس للأسرة باعتبارها خلية أساسية تضمن للمجتمع توازنه واستقراره ورفاهه ونمائه. ويشار إلى أن عدد الأسر في تونس بلغ 2 مليون و 407 ألف و200 أسرة سنة 2008 وعدد التونسيين بالخارج مليون و89 ألف و212 سنة 2009 . كما يمثل مناسبة للوقوف على ما تحقق للأسرة التونسية من مكاسب نوعية منذ سنة 1987 بفضل المقاربة التنموية الإستشرافية للرئيس زين العابدين بن علي التي تعتبر النواة الأسرية وحدة مترابطة الوظائف والحاجيات وتكرس حقوقها كجزء لا يتجزأ من المنظومة المتكاملة لحقوق الإنسان. وقد تركزت الجهود في تجسيم المشروع المجتمعيٌ الحداثيٌ على تكامل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للعمل التنموي الوطني، حيث لم تقتصر العناية بالأسرة على دعم وإثراء حقوق أفرادها، بل اعتبرت النهوض بأوضاع هذه الخليٌة الأساسيٌة رهانا لتأمين جودة الحياة لجميع التونسيين داخل الوطن و خارجه. وفي إطار تطوير قدرات الأسرة حتى تكون في مستوى الرسالة الحضارية المتجدٌدة المنوطة بعهدتها، خصٌها الرئيس زين العابدين بن علي ضمن برنامجه للمرحلة 2009-2014 بتوجهات رائدة اختزلتها النقطة السابعة "المرأة التونسية رمز أصالة وعنوان حداثة والأسرة عماد التماسك الاجتماعي". ولهذا الغرض أقر البرنامج بالخصوص إنجاز دراسة للتحولات الإجتماعيٌة قصد التعرٌف على ملامح أسرة الغد ليتمٌ اعتماد نتائجها في إعداد خطة وطنية ثالثة لفائدة الأسرة، في تأكيد متجدد للحرص المتنامي على تصوٌر برامج ووضع آليات تتصف بالشموليٌة والديناميكية. وفتح البرنامج الرئاسي للمرحلة المقبلة أفاقا واسعة لتدعيم مكاسب كافة أفراد الأسرة وتعزيز قدرات الكيان الأسري على مواكبة المتغيٌرات ورفع التحديٌات، حيث لا تكاد تخلو نقطة من نقاطه من مكسب جديد يضاف إلى رصيد الأسرة ويدعم أسباب توازنها وتماسكها. واستأثرت الأسرة المهاجرة ضمن هذا البرنامج بعناية خاصة بالنقطة التاسعة تحت عنوان "التونسيون في الخارج دوما في قلب الوطن" حيث أذن بتطوير المنظومة المعتمدة للإحاطة بالجالية التونسيٌة بالخارج وتعزيز تكاملها من خلال تأهيل فضاءات الأسرة في الخارج، وأخذ التحولات الديمغرافيٌة والثقافيٌة الطارئة على تركيبة الجالية وتطلٌعاتها في الإعتبار بالنسبة إلى سائر البرامج الموجهة إليها. كما حث على تعزيز العناية بالأجيال الجديدة للهجرة تجذيرا للهوية الوطنيٌة ودعما لتعلٌقها بالإنتماء إلى تونس وحفاظا على التواصل معها خاصة من خلال الإذن بإحداث "دار تونس". وأمست بذلك التجربة التونسية في مجال تطوير قدرات الأسرة ومزيد دعم وظائفها وتشريكها في رسم السياسات المستقبلية، ذات ريادة على المستوى الإقليمي والدولي. وقد أسهمت المبادرات الرائدة للسيدة ليلى بن علي، حرم رئيس الجمهورية، رئيسة منظمة المرأة العربية في مجال دعم مكانة المرأة العربية في مسارات التنمية ببلدانها، في مزيد إشعاع هذه التجربة والتعريف بها.