أخبار تونس - “أمير السماء” أو “طائر الساف” هو محور مهرجان خاص بالطيور الجارحة، درجت مدينة الهوارية على احتضانه في فصل الصيف من كل سنة مما يضفي مزيدا من الحيوية والنشاط للحركة السياحية والثقافية والاقتصادية بجهة الوطن القبلي، ويبلغ المهرجان هذه السنة دورته ال 44 وينتظم من 16 إلى 20 جوان الجاري. ويرجع تاريخ “مهرجان الساف” إلى سنة 1967 بالهوارية أو “اكيلاريا” كما سماها الرومانيون أي “مدينة الجوارح” التي يحتفي سكانها بطائر الساف احياء لمخزون حضاري وثقافي توارثته الأجيال. ومع بداية شهر ماي من كل سنة، يستوقف مروضو الساف “البيازرة”، “أمير السماء” لأيام معدودة يتم خلالها ترويض الطائر وتدريبه على الصيد لفائدة الانسان، ليخوض مسابقات في القنص يتم تنظيمها خلال المهرجان الذي يقترن اختتامه بإطلاق سراح الطيور وعودتها إلى السماء لتبدأ رحلة جديدة نحو الشمال. ومن شأن مهرجان الساف أن يعزز الصيت العالمي لمدينة الهوارية التي اتخذت من هذا الطائر شعارا لها، والتي تعد من أهم معابر الطيور المهاجرة في العالم ومن أكثر المدن المحافظة على الطيور وعلى البيئة بمختلف مكوناتها. وتتميز هذه المنطقة الجبلية المطلة على البحر في أقصى الشمال الشرقي للبلاد التونسية والمشرفة على مضيق صقلية بكونها أهم معبر للملاحة الدولية، بمناظر طبيعية خلابة وبمواقع أثرية متعددة من أبرزها المغاور البونية بما جعلها وجهة فضلى للمولعين بالسياحة البيئية. ويشمل برنامج الدورة 44 للمهرجان عديد الفقرات الترفيهية من بينها مسابقات للصيد بالساف وعروض للصيد بطائر “البرني” بنادي “البيازرة” وأخرى للفروسية، فضلا عن تنظيم حفلات فنية. وعلى هامش المهرجان ينتظم عدد من المعارض في مجالات الفلاحة والتجارة والإعلامية، بالإضافة إلى تنظيم ورشات مفتوحة للرسم حول موضوع الطبيعة والطيور وأخرى للتصوير الشمسي حول مدينة الهوارية. كما يشهد المهرجان السبت 19 جوان تنظيم “يوم السياحة والتراث” الذي يمثل فرصة هامة لزوار التظاهرة للتعرف على عادات وتقاليد المدينة، إضافة إلى المشاركة في ندوة حول آفاق تنمية السياحة الايكولوجية.