تواصلت اشغال الندوة العلمية المشتركة التونسية المصرية الثانية حول “الاعلام الديني وتحديات العصر” المنعقدة يوم الاثنين بالعاصمة في اطار الجلسة الاولى التي تنالت صورة الاسلام والمسلمين في الاعلام الديني وفي الصحافتين التونسية والفرنسية الى جانب ظاهرة الفضائيات الدينية المتخصصة .وقد ابرز الدكتور محي الدين عبد الحليم استاذ الاعلام بجامعة الازهر في مداخلة بعنوان”صورة الاسلام في الاعلام الديني المكتوب” الدور الذى تلعبه وسائل الاعلام بمختلف وسائطها في تشكيل هذه الصورة وترسيخها لدى المتقبل . ولاحظ أن الاعلام الغربي يلجأ الى مختلف وسائل الاتصال الحديثة والسينما والبرامج التلفزيونية والصور المتحركة والمناهج المدرسية للتسويق لصورة مغلوطة وزائفة عن الاسلام والمسلمين مؤكدا على ثقل المسؤولية الموكولة لوسائل الاعلام العربية لنشر صورة ايجابية عن الاسلام في المجتمعات الغربية وخاصة الامريكية منها وعلى دور الجاليات العربية المقيمة بالخارج في هذا الشأن. والقى الدكتور محمد الفهرى شلبي المدير العام للمركز الافريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين محاضرة بعنوان”الاعلام الديني في الصحافة التونسية” بين في مستهلها أن مضامين الرسائل الدينية التي يجرى نشرها في الصحافة التونسية تقوم جميعها على الوسطية والاعتدال اللتين تعدان قيمتين متأصلتين في المجتمع التونسي. كما تناول بالتحليل محتوى هذه المضامين وعلاقتها بالقارىء والطرق التي تتوخاها الصحافة التونسية المكتوبة في معالجة الشأن الديني ملاحظا أنها تأخذ بعين الاعتبار نوعية الجمهور المتقبل وطريقة تفكيره وداعيا الى تكوين اعلاميين متخصصين في النقد العقلاني الرصين. وفي محاضرة حول صورة الاسلام في وسائل الاعلام الفرنسية بين السيد محمد الميساوى الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء ان الاعلام الفرنسي كان في طليعة الاعلام الاوروبي الذى اهتم بالاسلام وبأوضاع المسلمين خاصة في فرنسا حيث يشكل المسلمون زهاء الخمسة ملايين نسمة. وأضاف أن تعامل وسائل الاعلام الفرنسية مع الاسلام والمسلمين كان دوما في ارتباط وثيق بالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية داخل فرنسا وعلى الصعيد الدولي موضحا أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 شكلت منعرجا في تناول هذه الوسائل لصورة الاسلام والمسلمين وهي صورة لا تبعث على الرضا وتحمل تشويها غير مقبول خاصة في ما يتعلق بمقدسات الاسلام وجوهره ولاحظ أن تناول وسائل الاعلام الفرنسية لموضوع الاسلام لا تعكس سعي البلدان العربية الجاد الى تكريس منظومة اصلاح شامل تؤمن تحقيق مزيد التقدم لشعوبها. كما أنها لا تعبر عما تزخر به المنطقة العربية والاسلامية من موروث حضارى اسهمت من خلاله في الحضارة الانسانية وعما ترمز اليه العولمة من كونها فضاء للتنوع الثقافي والحوار الفكرى والروحي ومجالا رحبا لتنمية ثقافة السلم والتسامح والتنمية المشتركة. وتطرق الدكتور حامد طاهر فؤاد أستاذ ورئيس قسم الفلسفة الاسلامية بكلية دار العلوم”جامعة القاهرة” الى ظاهرة بروز القنوات التلفزية التي تعتمد خطابا دينيا يروج لمذهب دون غيره ملاحظا في محاضرته بعنوان” أثر البعد الايديولوجي في القنوات الفضائية العربية الدينية” أن أهم ما يميز هذه القنوات اعتمادها على وجوه فنية معروفة للتأثير خاصة في فئة الشباب. كما تعتمد على البرامج التفاعلية والجوائز لجلب المشاهد الى جانب أصدارها لفتاوى على الهواء .