أخبار تونس – إيمانا منه بأهمية كسب رهانات التكنولوجيا والمعرفة وحتمية التعاون والشراكة بين الدول و الشعوب، أكد في الرئيس زين العابدين بن علي مقترحاته التي تقدم بها إلى المشاركين في القمة الإفريقية الأوروبية، التي عقدت بالجماهيرية الليبية يومي 29 و30 نوفمبر 2010، دليلا عن رؤية استشرافية ثاقبة لسيادته ترتب للتحديث والتعصير والانخراط في روح العصر . لقد مثلت تلك المقترحات مساهمة سخية من تونس في رسم أفق عملي ومسارات حقيقية ملموسة لبناء شراكة إستراتيجية بين إفريقيا وأوروبا يتحقق في نطاقها التواصل والتعاون والتضامن في مجالات حيوية ذات صلة بالبنى التحتية والعلوم وتكنولوجيات الاتصال والمعلومات. فقد عكست مضامين كلمة رئيس الجمهورية في قمة طرابلس الوعي بأن مستقبلا قوامه الأمن والاستقرار والازدهار المشترك يقتضي أولا وأساسا تمكين شعوب القارة الإفريقية في نطاق تعاون أفقي فعال من فرص أوسع للاستفادة من مزايا التكنولوجيات الحديثة كدعامة قوية لرفع تحديات التنمية وكسبيل سالكة للانخراط بصورة عادلة متكافئة في شبكة الشراكات الإقليمية والدولية من مواقع الإضافة لا من مواقع الاستهلاك. ومن صميم تلك الرؤية شدد رئيس الجمهورية في كلمته أمام قمة طرابلس على أن التضامن الرقمي بين المجموعة الأوروبية والمجموعة الإفريقية، يشكل قاعدة أساسية للشراكة سيما وأن الفجوة الرقمية التي تفصل بين المجموعتين، هي بالدرجة الأولى فجوة تنموية. وفي سياق الحرص على أن يخرج هذا اللقاء الإفريقي الأوروبي رفيع المستوى بقرارات عملية تصنع أسسا متينة للشراكة وتنحو باتجاه بناء فضاء رحب للتكامل والنماء والأمان، ضمّن رئيس الدولة خطابه أمام قادة إفريقيا وأوروبا جملة من المقترحات والنداءات الهامة لعل أبرزها دعوات سيادته إلى إرساء "منتدى إفريقي أوروبي"، كآلية قارة تسهم في التأسيس لفضاء مندمج يعزز التواصل والمبادلات بين القارتين وإلى إحداث "مراكز بحث قطاعية إقليمية" تقوم على مبدإ الشراكة مع مراكز البحث الأوروبية وبعث "مركز امتياز إفريقي أوروبي لتطوير المهارات" ودعم برامج التكوين والتدريب في المجالات التكنولوجية الحديثة. كما شدد رئيس الجمهورية في المضمار ذاته على أهمية تركيز طرقات سيارة رقمية تربط البلدان الإفريقية فيما بينها كما تربط البلدان الإفريقية بالبلدان الأوروبية، مع استحثاث تكوين مجمعات اقتصادية أوروبية إفريقية لإنجاز هذه الطرقات السيارة وتوفير المنوال الاقتصادي الأمثل لاستعمالها ومزيد تطويرها. وفضلا عن ذلك حث الرئيس زين العابدين بن علي على ضرورة النظر في إقامة "مركز خبرة حول البرمجيات الحرة" لتطوير استخدامها بالبلدان الافريقية في مختلف المجالات والعمل على تطوير منظومات السلامة المعلوماتية، وإنشاء آلية تعاون في الغرض، تمكن من إحداث مراكز وطنية للتوقي من تلك المخاطر ومعالجة الطوارئ المعلوماتية. ومواكبة للحدث البارز الذي يعيشه شباب العالم بفضل تبني المنتظم الأممي لمبادرة تونس المتعلقة بإقرار سنة 2010 سنة دولية للشباب ينتظم في إطارها مؤتمر عالمي للشباب أواسط 2011 أوصى رئيس الجمهورية خلال قمة طرابلس بضرورة جعل هذه السنة الدولية "فرصة إضافية لدعم حق الشباب في النفاذ إلى شبكات المعلومات، واستيعاب تكنولوجيات الاتصال، واكتساب الثقافة الرقمية، وبناء اقتصاد المعرفة". وقد أرفق سيادته هذه الدعوة باقتراح يقضي ببعث "شبكات إفريقية أوروبية تربط بين مختلف الهياكل والمنظمات الشبابية المحلية والإقليمية والدولية وسائر مكونات المجتمع المدني، قصد توفير فضاءات لنشر المبادرات وتبادل التجارب الناجحة والمشاريع المتميٌزة التي تيسٌر للشباب الانخراط في مجتمع المعرفة. وعلى صعيد آخر أوصى الرئيس بن علي بإحداث منتدى أوروبي إفريقي لتكنولوجيات المعلومات والاتصال يضم الوزراء المكلفين بالقطاع من القارتين بمشاركة أطراف القطاع الخاص والمجتمع المدني، يكون أداة فعالة لتقديم المقترحات والتوصيات للقمم القادمة فضلا عن تأكيده على ضرورة الاستفادة مما يميز القطاع الخاص من حيوية عبر حفزه على تنفيذ مشاريع ذات مردودية اقتصادية عالية مقترحا في المجال وضع آلية لتبادل أفضل التجارب وإقامة الشراكات الناجحة وتعزيز التفاعل بين منظمات أصحاب الأعمال والشبكات المهنية الإقليمية، والمنتديات الاقتصادية الجهوية والقارية.