تحظى القيروان باهتمام خاص لدى الرئيس زين العابدين بن على الذي أعاد الاعتبار لمكانتها التاريخية كإحدى منارات الحضارة العربية الإسلامية في البلاد التونسية. وقد تجلت العناية بهذه المدينة العريقة من خلال ما عرفته فى عهد التغيير من مظاهر نهضة عمرانية وتنمية شاملة لمختلفمجالات النشاط. وتأكيدا لمنزلتها كموطن للعلم والمعرفة تم إحداث جامعة القيروان التي تضم حاليا 7 مؤسسات للتعليم العالي تستقطب حوالي 16 ألف طالب في انتظار إحداث مدرسة وطنية للمهندسين. كما شهد القطاع الصحي دفعا قويا تترجمه المشاريع المنجزة بهذه المدينة وفى مقدمتها وحدة الاغالبة للجراحة وتوسعة المستشفى الجهوي ابن الجزار وتجهيزه بأحدث التقنيات الطبية. وتتجاوز شهرة صناعة الزربية بالجهة حدود البلاد حيث تركز العمل على تطوير هذا القطاع الذى يشغل اليوم حوالى 28 ألف حرفى ويسهم بنسبة 15 بالمائة من المنتوج الوطني. وحظيت المدينة بعديد المشاريع الرئاسية على غرار أحداث مركز للعمل عن بعد وبناء طريق حزامية لربط الطريق الوطنية رقم 12 بالطريق الوطنية رقم 2 ومثلت القيروان في السنوات الأخيرة قبلة للمؤسسات الأجنبية حيث انطلق مجمع رايكر الالمانى السويسرى فى إنشاء وحدة لصناعة الأحذية باستثمارات جملية قدرها98 مليون دينار قادرة على خلق4200 موطن شغل. كما ساهم المصنع الكوري للأسلاك والكوابل الكهربائية المحدث خلال الأشهر المنقضية في تشغيل 1400 عامل والذى من المؤمل أن يستوعب في أفق 2010 مالا يقل عن 4000 عامل. وبخصوص مجال البنية التحتية فقد تم تهيئة المنطقة الصناعية بطريق تونس التي تمسح 10 هكتارات واستقطبت عددا هاما من المستثمرين. وفى إطار برنامج النهوض بالأحياء الشعبية المتاخمة للمدن الكبرى وتحسين ظروف عيش متساكنيها تم تخصيص 7 ملايين دينار للعناية بحى التبان القاطن به قرابة 9500 ساكنا فى الفترة القادمة. كما انطلقت في اطار هذا البرنامج منذ افريل 2008 اشغال تهذيب حى الجنان القاطن به 11 الف ساكن باعتمادات جملية قيمتها 5 ملايين و695 الف دينار. ويذكر ان بلدية القيروان تحصلت خلال السنة الماضية على العلامة المميزة للمدينة المنتزه التى أسندها البرنامج الوطنى لنظافة المحيط وجمالية البيئة. ومثل هذا الامتياز تتويجا لمشاريع متعددة أنجزتها البلدية بالتعاون مع البرنامج الوطنى لنظافة المحيط وجمالية البيئة خصص لها اعتمادات جملية قدرها 380 الف دينار لتنفيذ مشروع القيروانالمدينة المنتزه تجسيما للنقطة 15 من البرنامج الرئاسي تونس الغد. وقد اسندت العلامة المميزة لمدينة القيروان بعد استيفائها المقاييس والمعايير الثلاثة عشر المطلوبة ومن ضمنها توفر نسبة مساحات خضراء لا تقل عن 14 مترا مربعا للساكن الواحد ووجود 5 مساحات خضراء ومنتزه عائلى و3 معالم تاريخية الى جانب احتوائها على مشروع له علاقة بمحاور برنامج المدينة المنتزه. وقامت البلدية فى هذا الاطار بتهيئة وتجميل روضة الشهداء قبالة مقام أبى زمعة البلوى وتجميل الشوارع الرئيسية وتهيئة الحدائق والمساحات الخضراء على غرار حديقة أولاد فرحان حذو جامع عقبة بن نافع. وترتكز خطة العمل بالجهة خلال المخطط الحادى عشر للتنمية 2007/2011 على تنويع القاعدة الاقتصادية ودعم القدرة التنافسية ومواصلة تحسين نوعية الحياة وتكريس التضامن. وينتظر ربط المدينة بشبكة الغاز الطبيعى قبل موفى سنة 2009 وانجاز الوصلة التى تربطها بالطريق السيارة تجسيما للقرار الذى أعلنه رئيس الدولة فى الذكرى 21 للتغيير.