انطلقت مساء يوم الثلاثاء الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية في جانبها الفرجوى بعرض مشهدية “القيروان الخالدة” الذي يستوحي التراث المادي واللامادي لعاصمة الاغالبة وحضورها المتميز في التاريخ والحضارة والفن.واكب مختلف فقرات العرض السيدان عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وعبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو” إلى جانب ثلة من أهل الثقافة والإعلام من تونس ومن خارجها.واحتضنت ساحة المصلى الواقعة خلف جامع عقبة ابن نافع اللوحات الست المسجلة للعرض والتي تروى مختلف المراحل التاريخية التي شهدتها مدينة القيروان منذ تأسيسها على يد عقبة بن نافع سنة 50 هجرية إلى عهدنا الحاضر الذي تم فيه رد الاعتبار لهذه المدينة عاصمة الإسلام الأولى في شمال إفريقيا والاعتراف بمكانتها ومساهمتها في الحضارة العربية الإسلامية. عرض “المشهدية” الذي تستهل به سلسلة عروض هذه التظاهرة كتب نصه على اللواتى ووضع موسيقاه مراد الصقلى وأخرجه الياس بكار ليكون من فئة العروض الفرجوية التي تعتمد على تقنية “الصوت والضوء” من خلال الرواية بالصوت والصورة والأضواء بمصاحبة موسيقى مؤلفة خصيصا للغرض. فبالاضافة إلى المقدمة والخاتمة تضمن العرض ستة لوحات فنية وهى “تاريخ المدينة”و“القيروان الروحية” و”قيروان المعارف والعلوم” و”قيروان الشعر” وقيروان الفنون “وقيروان الحاضر والمستقبل”. وبرزت الموسيقى المصاحبة لمختلف اللوحات والمستوحاة من الموروث الموسيقى التونسي بكافة ألوانه واتجاهاته حيث تم استغلال عناصرها لتقديم مؤلفات جديدة مشبعة بالطابع الموسيقى التونسى المتجسم فى اللهجة الموسيقية التونسية بحركاتها اللحنية والايقاعية الخاصة. وقد اختلفت وظائف هذه الموسيقى خلال العرض بالنظر إلى طبيعة المشهد والتقنية البصرية المستعملة. واعتمد مبدعو هذا العمل الفنى المتميز على مشاهد تمثيلية حية جسمت بعض الاحداث التارخية التى عاشتها القيروان كما جسمت عددا من الشخصيات البارزة التى اسهمت فى اشعاع المدينة على غرار على الحصرى القيروانى الذى ادت المطربة درصاف الحمدانى مقطعا من قصيدته الشهيرة ومطلعها “يا ليل الصب متى غده” . تطلب هذا العرض الذىي أقيم لأول مرة في تونس مستلزمات تقنية متطورة وظفتها شركة فرنسية مختصة بالتعاون مع فنيين وتقنيين تونسيين وامتاز العرض الذي تواصل على امتداد 60 دقيقة باستعمال احدث التكنولوجيات القادرة على تجسيد التاريخ القديم في قالب تمثيلي استخدمت فيه تقنيات صوت عالية وأضواء مدروسة ذات حركة تتناسب مع إيقاعات الصوت. وتم تقديم هذا العرض فى فضاء خاص يعرف بالمصلى خلف مئذنة جامع عقبة الشهير ذلك أن مثل هذه العروض الضخمة لا تعتمد على مسرح عادي وإنما يجب أن تقدم ليلا وفي معالم تاريخية مفتوحة. يذكر أن هذا العمل الفني نقل حيا من قبل التلفزة التونسية كما سيكون متاحا للقنوات التلفزية في الدول الإسلامية وستسمح التقنية الرقمية المستخدمة في هذا العمل ببث التعليق باللغات العربية والفرنسية والانقليزية فى آن واحد. لمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة هذا الموقع :