بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي اجتمع السيد محمد الغنوشي الوزير الأول يوم الأربعاء بقصر الحكومة بالقصبة بأعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الاتحادات الجهوية ورؤساء الجامعات الوطنية للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. ويأتي هذا الاجتماع الذي حضره كذلك عدد من أعضاء الحكومة تجسيما لحرص رئيس الدولة على عقد اجتماعات مع المنظمات الوطنية بهدف تقديم الخطة الجديدة للتنمية الجهوية التي تم إقرارها خلال مجلس وزاري انعقد يوم 15 ديسمبر الماضي وتعبئة الطاقات لإنجاحها. وأكد الوزير الأول في كلمة بالمناسبة أن دعم التنمية الجهوية وتكثيف إحداثات الشغل وخاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا يمثل أولوية الأولويات بالنسبة للمرحلة القادمة مبينا أن الشغل هو مقوم من مقومات كرامة الفرد وحق أساسي من حقوق الإنسان. وأوضح أن الخطة التي تم إقرارها خلال المجلس الوزاري المنعقد يوم 15 ديسمبر الماضي تحت إشراف الرئيس زين العابدين بن علي لدفع التنمية الجهوية في كافة الولايات وخاصة منها المناطق الداخلية والحدودية والصحراوية باعتمادات تقدر ب6700 مليون دينار سيكون لها انعكاس هام على مسيرة التنمية في البلاد بصفة عامة باعتبارها تهدف إلى بعث حركية اقتصادية ودفع جهود التشغيل وتحسين نوعية الحياة وتوفير مصادر الدخل وتعزيز دعائم التنمية المتكاملة في الأحياء الشعبية المحيطة بالمدن والمناطق الريفية إلى جانب النهوض بالمناطق الحدودية والصحراوية وتثمين مواردها الطبيعية. كما أشار الوزير الأول إلى أنه تم إقرار إجراءات تكميلية لفائدة الجهات الداخلية على وجه الخصوص تشمل إنجاز المركبات التكنولوجية والصناعية وإحداث صناديق وشركات استثمار خاصة بالمناطق التي ليست لها موارد ذاتية. وأبرز السيد محمد الغنوشي أن الخطة التنموية الجديدة تفتح آفاقا واسعة لرجال الأعمال خلال الفترة القادمة وتوفر لهم فرص استثمار في مختلف القطاعات مؤكدا الدور الهام الموكول للقطاع الخاص في معاضدة جهود الدولة لكسب التحديات الماثلة ولا سيما منها الرفع من نسق النمو والنهوض بالتشغيل وتغطية كامل الطلبات الإضافية للشغل وخاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا. وأكد أهمية تضافر جهود كافة القوى الحية في البلاد لإرساء أسس التنمية المستديمة بما يعنيه ذلك من تحسين نوعية حياة المواطن وتوفير الشغل لطالبيه وتكريس مبدا التضامن والتآزر بما ينعكس إيجابا على استقرار البلاد وازدهارها وتقدمها. ومن جانبهم عبر المتدخلون من أعضاء المجلس الإداري للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية يتقدمهم السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد عن شكرهم للرئيس زين العابدين بن علي لتشريكهم في الحوار حول مختلف القضايا الوطنية المطروحة مؤكدين استعدادهم الكامل للإسهام في دعم مسيرة التنمية في مختلف مناطق البلاد. كما أكدوا استعدادهم للإسهام في إنجاح عناصر الخطة الجديدة لدعم التنمية الجهوية وفي جهود التشغيل في مختلف مناطق البلاد وخاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا.