أخبار تونس – أصدرت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث مؤخرا ضمن سلسلة "أمهات الكتب" التي تشرف عليها الجزء الأول من الأعمال الكاملة للأديب مصطفى خريف وذلك في طبعة خاصة عن الدار العربية للكتاب بمناسبة الاحتفاء بمائوية ميلاده . وفي تقديم هذا الأثر بين السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث أن "الرجل يعتبر نموذجا فريدا طريفا متفردا في كونه حالة تجمع بين نقيضين هما الشهرة والغبن. ذلك أن الصورة التي طغت في الأذهان عن مصطفي خريف وشاعت بين الناس قلّ أن تعكس بأمانة وصدق تعدد مواهب الرجل وتنوع مشاغله الفنية والإبداعية. فالغالب عند الجمهور اليوم هو أن يذكر شاعرا وتهمل عديد الجوانب الأخرى في شخصيته. والعديد من أعماله كادت تنسى تبعا لذلك وظلت مبعثرة هنا وهناك". وقد قام بكتابة مقدمة هذا العمل الشاعر نور الدين صمود الذي اعتمد في ذلك بالخصوص على الكتاب الذي ألفه الشاعر محي الدين خريف والذي جاء تحت عنوان "صور وذكريات مع مصطفي خريف" وصدر سنة 1977 وتطرق فيه إلى جوانب من حياة مصطفى خريف الفكرية والإبداعية. يذكر أن مصطفى خريف نشر ديوانه الأول "الشعاع: صفحات الصبابة والوجدان" على حسابه الخاص بمطبعة دار المنار سنة 1949 وورد في 136 صفحة من الحجم المتوسط واشتمل على أربعين قصيدة متنوعة الأوزان والأشكال والأغراض. كما صدر له في ما بعد ديوان "شوق وذوق" سنة 1965 على حساب كتابة الدولة للثقافة و"المحفوظات والأناشيد المدرسية" موجه لتلاميذ المدارس الإبتدائية سنة 1954 و"أناشيد مدرسية" في جزئين سنة 1978 وتشكل هذه النصوص الشعرية محور الجزء الأول من الأعمال الكاملة للأديب مصطفى خريف. ومعلوم أن النصوص الشعرية والنثرية التي نشرت في حياة مصطفى خريف المولود في 10 أكتوبر 1910 بمدينة نفطة والمتوفى في 11 مارس 1967 لا تمثل سوى جزء بسيط من أعماله المتناثرة في جميع الجرائد والمجلات التونسية. ولا تمثل المدونة الشعرية لمصطفى خريف سوى جزء بسيط من إنتاجه الأدبي مقارنة بإنتاجه النثري الذي شمل جميع الأجناس من تحاليل وتعاليق وسوانح ودراسات. وقد تم تقسيم إنتاجه النثري في مجموعة من الكتب صدرت في الأعمال الكاملة تحت عناوين "نحن نمشي" و "قطائف من اللطائف" و "خريف القصاص" و "الأدب الشعبي" و "الرسائل" و "البحوث والدراسات".