أخبار تونس- لا يزال توافد التونسيين المقيمين في ليبيا نحو التراب التونسي يسير دون انقطاع وبإعداد غفيرة. وقد بدى الوضع عاديا صباح اليوم الثلاثاء 22 فيفري بنقطة العبور بالذهيبة في الوقت الذي يتوقع أن يتم اليوم ترحيل 1200 تونسي عبر مختلف نقاط العبور البرية والجوية. وقد سجلت النقطة الحدودية بالذهيبة الواقعة على بعد حوالي 145 كلم جنوب شرقي مدينة تطاوين عودة 1045 تونسي من ليبيا لم يسجل من بينهم مصابون وذلك خلال ال24 ساعة الأخيرة هذا وقد تم تسخير عدد هام من وسائل النقل من حافلات وسيارات أجرة لتأمين نقل العائدين من الجماهيرية إلى مدينة قابس فيما تواصل قوات الأمن والجيش الوطنيين ومختلف السلط بولاية تطاوين ملازمة اليقظة وتأمين الحدود الشرقية للبلاد التي تمتد على طول 280 كلم مع الجماهيرية الليبية. من جهة أخرى، تستعد المصالح المختصة في الولاية إلى إحداث مراكز صحية وتوفير سيارات إسعاف لمواجهة أي طوارئ إذا ما اقتضت الحاجة إلى ذلك. كما جندت شركات النقل الجهوية بمدنينوقابس والشركة الوطنية للنقل بين المدن حافلات ستؤمن رحلات من منطقتي الذهيبة ورأس جدير وذلك بالتنسيق مع خلية الأزمة التي تم إحداثها صلب وزارة الخارجية لنقل العائدين من ليبيا حسب الطلب. وفي نفس الإطار، يتواصل توافد أبناء الجالية التونسية المقيمة بليبيا بأعداد غفيرة عبر منفذ العبور الحدودي برأس الجدير من معتمدية بن قردان ولاية مدنين . وبلغ عدد الوافدين وأكثرهم فرادى باستثناء عدد قليل من العائلات 2600 مواطن صباح امس. ويقول عدد من العائدين أن الأوضاع تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب ولائها إلى السلطة الحاكمة موضحين أن بعض الجهات ذات الصلة بالقذافي تبدو هادئة فيما تتعقد الأوضاع بجهات ترفضه . في المقابل تذمر العديد من العائدين من التونسيين من استغلال الليبيين الفرصة لمضاعفة تعريفة النقل بين 4 و5 مرات بما جعل من تكلفة العودة باهظة . وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تسجيل تعرض أحد المسافرين إلى العنف أو الإهانة لأنه تونسي أو إرغامه على المغادرة باستثناء حالات قليلة ممن تعرضت سياراتهم إلى الحرق والإتلاف في إطار الوضع العام السائد بالبلاد. ورغم الظروف الأمنية السيئة، فقد عاد عشرات التونسيين المقيمين في إلى تونس عشية الاثنين 21 فيفري على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التونسية (الرحلة رقم 418). وأمنت الطائرة التي أقلعت من مطار طرابلس الدولي أول سفرة لتأمين مغادرة تونسيين فضلوا العودة طواعية إلى تونس هربا من الوضع الأمني المتدهور في ليبيا. وقد كانت الطائرة التي حطت بمطار تونس/قرطاج بعد تأخير بأكثر من ساعة، على الساعة 17 و15 دقيقة تقل 262 مسافرا. وقال أحد العائدين من ليبيا في تصريح صحفي أن عامة التونسيين المقيمين في الجماهيرية أحسوا بأنهم أصبحوا مستهدفين بعد الخطاب الذي ألقاه ليلة الأحد 20 فيفري سيف الإسلام القذافي ،نجل الزعيم الليبيواتهم فيه تونسيين بالمشاركة في الاحتجاجات. ولفت إلى أنه لم يسمع حتى مغادرته طرابلس عن أي أعمال انتقامية ضد تونسيين مقيمين في العاصمة الليبية إلا أن أعدادا كبيرة من التونسيين ينتظرون في مطار طرابلس رحلات جوية إضافية للعودة إلى تونس . وأضاف أن الوضع الأمني في طرابلس متدهور جدا وأن إطلاق الرصاص لم يتوقف طيلة ليلة الأحد وأن الناس لم تعد تعرف من يحمل السلاح هل هم رجال الأمن أم المدنيون في ظل غياب كامل للمعلومات بسبب التشويش على وسائل الاتصال والإعلام . وقال بدر الدين بلحاج علية وهو مهندس بترول تونسي يعمل بشركة أمريكية تنشط في ليبيا أن الشركة طلبت من موظفيها مغادرة البلاد ووفرت لهم تذاكر سفر بتواريخ مفتوحة . يذكر من جهة أخرى، تجمهر مئات من التونسيين والليبيين المقيمين بتونس يوم الاثنين 21 فيفري أمام مقر المندوبية العامة للجماهيرية الليبية بالعاصمة للتضامن مع الشعب الليبي وكسر حاجز الصمت الدولي تجاه الجرائم التي ترتكب في حقه. وبين المتظاهرون أن ما يحدث في ليبيا هو امتداد للثورة التونسية مشيرا إلى أن ليبيا قادرة على الانتقال إلى مرحلة الديمقراطية، مستنكرين الصمت الدولي إزاء ما يجرى في ليبيا خاصة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وقد أكدت مجموعة من النساء الليبيات المقيمات بتونس و المشاركات في هذه الوقفة التضامنية أنه لا رجعة في ثورة الشعب الليبي حتى تتحقق مطالب الحرية والكرامة. هذا وتعلم وزارة النقل والتجهيز في بلاغ لها مساء الاثنين 21 فيفري أنه قد تم وضع برنامج لتأمين عودة الجالية التونسية المقيمة بليبيا إلى أرض الوطن في أفضل الظروف الممكنة بالتنسيق شركة الخطوط التونسية وشركة الطيران الجديد مع الشركات الجهوية للنقل . ويشمل هذا البرنامج الذي تم التنسيق بشأنه مع المصالح القنصلية بوزارة الشؤون الخارجية تنظيم رحلات جوية من مطار طرابلس (ليبيا ( إلى مطاري صفاقسوتونسقرطاج (تونس). وقد برمجت الخطوط التونسية حسب بلاغ صحفي 5 رحلات لليوم الاثنين لم تتمكن إلا من تأمين رحلتين فقط لأسباب خارجة عن نطاقها وقد نقلت الرحلتان المذكورتان 520 مسافر. كما برمجت الخطوط التونسية بالنسبة للغد الثلاثاء رحلات إضافية لنقل المسافرين من مطاري طرابلس و سبهة (ليبيا ( إن سمحت الظروف بذلك. ويمكن للمواطنين التونسيين الراغبين في الحصول على مزيد من المعلومات الاتصال بمركز على الرقم 8110777 وأفاد بلاغ وزارة النقل والتجهيز انه سيتم تسخير حافلات تابعة للشركة الجهوية للنقل بمدنينوقابس لنقل الجالية التونسية من رأس الجدير والذهيبة إلى قابس والتنسيق مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية لتأمين نقل المواطنين نحو الجهات التي تؤمنها شبكتها. يذكر أنه تمت برمجة سفرة إضافية تنطلق من قابس على الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا زيادة عن الرحلة العادية التي تنطلق من قابس عند منتصف الليل. كما تم تدعيم القطارات بعربات إضافية لنقل أكثر ما يمكن من المسافرين. وقامت الوزارة أيضا بتسخير حافلات تابعة للشركة الوطنية للنقل بين المدن لتأمين النقل انطلاقا من رأس جدير. وللحصول على المعلومات اللازمة يمكن الاتصال بالرقم الأخضر للشركة على النحو 33 44 10 80 كما تقوم وزارة النقل والتجهيز بالتنسيق مع خلية الأزمة المحدثة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية لمتابعة الوضع والتدخل عند الحاجة. وقد أعربت تونس في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية عن انشغالها الكبير إزاء “تطورات الأحداث في ليبيا” معبرة عن “حزنها العميق للخسائر البشرية الجسيمة التي وقعت في عدة مناطق من ليبيا خلال الأيام الأخيرة” ومؤكدة “تضامن الشعب التونسي مع الشعب الليبي الشقيق”. وأهابت تونس في هذا البيان بكل الأطراف الفاعلة والمؤثرة في الدولة والمجتمع الليبيين “أن تعمل على حقن الدماء من أجل الخروج من هذه الأوضاع المؤلمة والخطيرة بما يكفل الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانة الثروات البشرية والطبيعية للشعب الليبي الشقيق”. وقد أعلنت وزارة الشؤون الخارجية في بيان ثان لها مساء يوم الاثنين 21 فيفري عن وفاة مواطن تونسي بمدينة بنغازي في حادثة إطلاق نار في الطريق العام مشيرة إلى أن”بقية أفراد الجالية بخير” . وأفادت الوزارة في بيان صحفي أن المجال الجوى لمدينة بنغازي لا يزال مغلقا إلى حد يوم الاثنين 21 فيفري وأنه يتم التنسيق مع السلطات الليبية من أجل الحصول على رخص العبور والإرساء لرحلات إضافية تابعة للخطوط التونسية، بالإضافة إلى الرحلات العادية، ستتوجه إلى طرابلس لنقل أفراد الجالية الراغبين في العودة إلى تونس. وأشارت إلى صعوبة الاتصالات الهاتفية بالجماهيرية الليبية بسبب الأوضاع السائدة في هذا البلد الشقيق مؤكدة أنها تواصل تنسيقها مع كافة الهياكل المعنية من أجل تمكين أفراد الجالية الراغبين في ذلك من العودة إلى تونس بواسطة رحلات خاصة تؤمنها الخطوط التونسية.