أخبار تونس- تحولت نقطة رأس الجدير إلى وجهة كل العالم فالعديد من القنوات التلفزية ووسائل الإعلام الوطنية والأجنبية وممثلين عن المنظمات الأممية تتابع ظروف عبور اللاجئين. ميدانيا، لا تزال الحركة على أشدها في رأس الجدير حيت تتوافد أعداد غفيرة من التونسيين ومن جنسيات مختلفة مصرية وتركية وصينية ونفس المشاهد تتواتر... ويضطلع أسطول ضخم من الحافلات بمهمة نقل اللاجئين نحو وجهات مختلفة فالصينيون والأتراك توجهوا في حافلات إلى جزيرة جربة قصد امتطاء الطائرة من مطارها في اتجاه بلدانهم والمصريون سيتم نقل اغلبهم إلى مخيم اللاجئين التابع للجيش الوطني الذي انتصب غير بعيد عن معبر رأس الجدير بحوالي 7 كلم وفيه تسدى كل الخدمات عبر فريق متعدد الاختصاصات إلى حين إجلائهم إلى أراضيهم بحرا. كما تجند الكثير من المتطوعين من مواطنين ومنظمات ومكونات المجتمع المدني على غرار لجان حماية الثورة ببن قردان والمبادرة الأهلية ببن قردان والهلال الأحمر التونسي والكشافة التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل ليؤمنوا الطعام والشراب وظروف الراحة للوافدين بمساهمة عديد القوافل من كل الجهات. كما تم تأمين كل الظروف الصحية اللازمة للوافدين من ليبيا من خلال تنظيم قوافل طبية قدمت من كل جهات البلاد إلى جانب فرق الحماية المدنية والصحة العمومية علما وأنه لم يتم تسجيل دخول مصابين وجرحى جراء الأحداث في ليبيا باستثناء بعض حالات إغماء. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية في بلاغ صادر لها يوم الخميس 24 فيفري أن إدارة مصالح الصحة والحماية المدنية بالوزارة بادرت بتعزيز فرق الإسعافات الطبية للحماية المدنية المتواجدة في نقطتي العبور برأس جدير وذهيبة بإطارات طبية وشبه طبية وإرسال كميات من الأدوية الأساسية إضافة إلى تنظيم حملة تبرع بالدم من قبل أعوان قوات الأمن الداخلي لفائدة الوافدين عبر الحدود من ليبيا نحو التراب التونسي. وفي نفس الإطار، اتخذت وزارة الصحة العمومية يوم أمس الخميس جملة من التدابير لدعم وسائل التدخل الصحي المركزة بنقطة العبور الحدودية برأس جدير منذ بداية الأزمة بالقطر الليبي الشقيق. كما تم تسخير وحدتين متنقلتين إضافيتين للإسعاف والإنعاش وإرسال خلية للمساعدة النفسية لرأس جدير فضلا عن تعزيز مستشفيات مدنين وتطاوين بتجهيزات بيوطبية إضافية. ومن جهة أخرى تتضافر الجهود بالمركزين الجهويين لنقل الدم بكل من صفاقس وقابس للاستجابة للطلبات الإضافية المحتملة للدم وذلك في تنسيق تام مع المركز الوطني لنقل الدم. كما تم إحداث وحدة لليقظة الوبائية وحفظ صحة الوسط برأس جدير. وقامت الوزارة من جانب آخر بتعبئة فريق طبي لمرافقة رحلة باخرة الحبيب التي ستتوجه إلى ليبيا لإجلاء المزيد من التونسيين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة شؤون المرأة يوم الخميس إحداث خلية طوارئ تحسبا لتوافد نساء ومسنين وأطفال دون مرافقة عبر الحدود التونسية الليبية على مستوى معبري رأس جدير وذهيبة وذلك جراء الأحداث الأليمة التي تعيشها ليبيا. وتم وضع رقم أخضر 707 100 80 ورقم الهاتف 14 25 25 71 للاتصال بهذه الخلية والإعلام بحالات تخص النساء والمسنين والأطفال ومن ثمة توجيهها للانتفاع بالخدمات اللازمة لاسيما على المستويات الاجتماعية والصحية والنفسية. كما تقوم هذه الخلية عند الاقتضاء بتوجيه الحالات التي تستوجب الإيواء نحو المؤسسات الراجعة بالنظر إلى الوزارة والهياكل الجمعياتية المختصة. وتجدر الإشارة إلى أن الخلية تضم إطارات سامية تابعة لوزارة المرأة مركزيا وجهويا سيما بولايتي مدنين وتطاوين. وقد أهاب الاتحاد العام التونسي للشغل في بلاغ له يوم الخميس بكافة الشغالين والنقابيين للمساهمة في حملات التبرع بالدم وجمع الأدوية لفائدة الشعب الليبي الشقيق في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها. وشدد على أن مثل هذا العمل التضامني لكفيل بشد أزر الشعب الليبي وتمكينه من تجاوز هذا الظرف الاستثنائي بأقل قدر من الضحايا والتضحيات . وفي سياق متصل، أكد الاتحاد العام التونسي للشغل أنه سيتولى جمع كل المعطيات المتعلقة بمواقع الشغل وظروف العمال وأرصدتهم المالية في ليبيا بهدف استرجاع كافة حقوقهم والعمل على الإحاطة الشاملة والالتجاء عند الاقتضاء إلى منظمة العمل الدولية والمؤسسات الحقوقية الدولية لضمان كافة الحقوق. وأوضح الاتحاد في بلاغ له أن هذه الجهود تأتي أمام ما تشهده ليبيا من تدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مست من حقوق العمال التونسيين المهاجرين ولتفادي ما يمكن أن تشكله هذه الأوضاع من انعكاسات سلبية على الظروف الاجتماعية والمهنية في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. ولكن ورغم كل هذه الجهود المبذولة يتواصل تذمر التونسيين والمصريين من تقصير سفاراتهم في تأمين عودتهم إلى أرض الوطن فمطار طرابلس تحتشد فيه جموع كبيرة منذ 3 أيام ولم تجد سبيلا للعودة سوى برا أو الانتظار في ظل الجوع والبرد مع التعرض لسلب ونهب المرتزقة.