يكتسي احتفال تونس هذه السنة باليوم العالمي للمسرح الموافق ل27 مارس من كل سنة طابعا خاصا ذلك انه يسبق انطلاق الاحتفالات الرسمية بمائوية المسرح التونسي .وقد حرصت الدولة على تحقيق العديد من المكاسب والانجازات لفائدة هذا القطاع الذى يشهد قفزة نوعية من حيث تعدد موءسساته وهياكله وتدعيم الياته ووسائله التعبيرية وتطور تشريعاته وقوانينه. ويتجسم ذلك في مضاعفة عدد الفرق المسرحية وتعدد الاعمال والعروض وانتشار المهرجانات المختصة ومراكز التكوين وفضاءات العرض في مختلف جهات الجمهورية. كما اولت تونس منذ التحول اهتماما خاصا بالاسرة المسرحية الموسعة من منطلق الايمان بان المسرح مكونا اساسيا من مكونات المشهد الثقافي الوطني باعتبار اسهامه في المحافظة على الهوية ونشر القيم وتنويع المضامين والارتقاء بمستوى تناول مشاغل المجتمع وتعميق دائرة الحوار بشانها. وتبعا لذلك اذن الرئيس زين العابدين بن علي بتنظيم استشارة وطنية حول المسرح التونسي شاركت فيها كل الهياكل المعنية وسائر المختصين والمهنيين لفتح افاق جديدة امام هذا القطاع وجميع العاملين فيه واثبات قدرة المسيرة الثقافية على التطور والتميز مع مختلف المراحل التي يمر بها المجتمع. وباعتبار ان الثقافة سند للتغيير افردها رئيس الدولة ببند في برنامجه لتونس الغد تحت عنوان “ثقافة للجميع تشجع على الابداع و تواكب العولمة” حيث قرر سيادته الترفيع في ميزانية الثقافة لتبلغ تدريجيا 5ر1 بالمائة من ميزانية الدولة في سنة 2009 . كما توجهت الجهود نحو تشجيع القطاع المسرحي على الانتاج والابداع و تحفيزه وترفيع الاعتمادات المخصصة له. وفي اطار الدعم المتواصل للمهنة المسرحية فقد مثلت الاعتمادات التي خصصت للانتاج المسرحي خلال سنة 2008 دليلا على النهوض بالفن الرابع كقطاع مؤهل لترسيخ قيم التسامح وثقافة الحوار حيث خصص مبلغ جملي قدره 800 الف دينار لدعم 52 انتاجا مسرحيا من صنف الاحتراف في حين تمتعت 58 جمعية هاوية بمنحة تشجيعية بلغت 120 الف و500 دينار. وبلغ الدعم الموجه لترويج 780 انتاجا مسرحيا محترفا مليون و450 الف دينار وحظي صنف الهواة بترويج 650 انتاجا بمبلغ قدره 530 الف دينار. كما تمتع 458 مسرحيا محترفا باسناده بطاقة احتراف سنة 2008 وبلغ عدد الفرق المحترفة 163 فرقة في حين بلغ عدد جمعيات مسرح الهواة 210 جمعيات. ومن جهة اخرى سجلت الانتاجات المسرحية المحترفة موءشرا هاما سنة 2008 حيث بلغ عدد الانتاج 91 مسرحية منها 58 خاصة بالكهول و33 مسرحية موجهة للاطفال. اما الاعمال المسرحية الموءشرة في صنف الهواة فقد بلغت 90 مسرحية خصصت منها 61 مسرحية موجهة للكهول و29 مسرحية موجهة للاطفال. وتعكس هذه الارقام الحركية التي يشهدها القطاع المسرحي على مستوى التنظيم والتشريع والانتاج والتوزيع فقد وجد المسرح اليوم الارضية الخصبة التي تغذى مكوناته وتبعث فيه روح التجديد والابداع.