شنت القوات الصهيونية فجر أمس عدوانا على مخيم خان يونس سقط خلاله شهيدان ونحو 20 جريحا وواصلت من جهة أخرى التحرش بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تمهيدا على ما يبدو ل»مغامرة» بل ان مسؤولين فلسطينيين أبدوا خشيتهم من احتمال تعرض عرفات للاغتيال. وكانت حوالي 15 عربة «جيب» عسكرية إسرائىلية قد أغلقت الليلة قبل الماضية المنافذ الثلاثة للمقاطعة حيث مقر الرئاسة الفلسطينيةبرام الله التي تعرض في الآونة الأخيرة لعدة تحرشات إسرائيلية. **ماذا يحضّرون لعرفات؟ وأكد نبيل أبو ردينة مستشار الرئىس الفلسطيني أن القوة الإسرائيلية أغلقت بالفعل المنافذ الثلاثة. وعبّر أبو ردينة في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية الليلة قبل الماضية عن خشيته من أن تكون العملية الإسرائيلية الجديدة ضمن ا لتحضيرات الصهيونية لاستهداف الرئيس عرفات. وذهب صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في الحكومة الفلسطينية إلى حدّ التحذير من احتمال إقدام الجيش الإسرائيلي على تصفية عرفات جسديا. وقال عريقات انه يعتقد أن شارون يهيىء الأجواء لاستهداف أبي عمّار والمسّ به جسديا وبالتالي تدمير السلطة الفلسطينية وإعادة الأمور إلى المسار الذي يريده (شارون) من فرض للوقائع على الأرض وتكريس للاستيطان وبناء الجدار. ودعا عريقات المجتمع الدولي إلى ضرورة التيقظ إلى خطورة إقدام تل أبيب على استهداف عرفات بشكل مباشر وتدمير السلطة الفلسطينية. وتعاظمت مخاوف الفلسطينيين من احتمال تعرض عرفات للاغتيال أو الترحيل إلى غزة أو إلى المنفى في الخارج بعد التهديدات الصريحة التي وردت على لسان شارون وغيره من المسؤولين الصهاينة. وحسب الجيش الإسرائيلي فإن العملية الجديدة التي انتهت صباح أمس لم تكن تستهدف الرئىس الفلسطيني وإنما تمثل تحركا «روتينيا» لاعتقال بعض المطلوبين الفلسطينيين. وقال متحدث باسم قوات الاحتلال إنه تم اعتقال العديد من الفلسطينيين خلال العملية الأخيرة مضيفا أن الجنود الذين نفذوا الحملة الجديدة قرب المقاطعة عادوا إلى مواقعهم السابقة. **قتل روتيني وبينما كان التوغل قرب مقر الرئاسة في رام الله لا يزال متواصلا قصفت القوات الصهيونية فجر أمس مخيم اللاجئين في خان يونس بجنوب قطاع غزة بالمدفعية مما أدى إلى سقوط شهيدين من حركة حماس هما بلال محمد حمدان 24 عاما وجميل أبو مصطفى 18 عاما. وسقط في القصف الإسرائىلي أيضا حوالي 23 جريحا في حين قامت قوات الاحتلال التي توغلت في خان يونس بهدم ما لا يقل عن 20 منزلا وفق ما أكدت المصادر الفلسطينية. وذكر مسؤولون فلسطينيون ان القوات الصهيونية المتوغلة انسحبت صباح أمس من المنطقة بعد عدة ساعات من بدء العدوان الذي شاركت فيه آليات عسكرية ثقيلة ومروحيات هجومية. وحسب زعم جيش الاحتلال فإن الاجتياح يرمي إلى وضع حدّ لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من جانب المقاومة الفلسطينية باتجاه المستوطنات والمواقع العسكرية في المنطقة. وقبل هذا التوغل كان 18 فلسطينيا قد اعتقلوا خلال مداهمات في الضفة الغربية الليلة قبل الماضية. وفي منطقة طولكرم بشمال الضفة استشهد أمس الطفل بهاء أبو زيتون (9 أعوام) في انفجار قنبلة من مخلفات الجيش الإسرائىلي في حقل بقرية «دير الغصون» كما أصيب طفلان في الانفجار ذاته.