الجبالي ومورو يستحقان منصب الرئاسة، لكن النهضة لم تقرر بعد..انسحاب مورو من اجتماع أفريكا كان بسبب موقفه من مشروع تحصين الثورة ..الشيخ كسب لتونس ..موهوب ولا أحد في البلاد له القدرة على تحريك الجماهير مثل الشيخ مورو.. «الشروق» مكتب صفاقس هذا أهم ما صرح به زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في أسئلة ل«الشروق» خلال لقاء نظمته النهضة بصفاقس على هامش احتفالات الحركة بالذكرى 32 لتأسيسيها..اللقاء بممثلي وسائل الإعلام بالجهة تجاوز «برتوكلات» الندوة الصحفية وانتظم في شكل حوار مباشر هدفه مزيد الانفتاح على وسائل الإعلام حسب تأكيدات كاتب عام الحركة بصفاقس حبيب ادريس الذي استقبل مساء الأحد الصحفيين بمنزله بطريق المهدية بصفاقس .. أسئلة «الشروق» افتتحت اللقاء الحواري وتناولت «انسحاب الشيخ عبد الفتاح مورو» من اجتماع النهضة أول أمس السبت ، وإمكانية تدخل رئيس الحركة راشد الغنوشي في مشروع تحصين الثورة على غرار تدخله في موضوع «الشريعة» في الفصل الأول من الدستور لحسم الخلافات الحاصلة. في إجابته عن السؤال الأول المتعلق بانسحاب الشيخ موروقال السيد راشد الغنوشي: «عيد البارحة – أول أمس السبت – بمناسبة احياء الذكرى 32 لتأسيس حركة النهضة نترحم فيه على أرواح شهداء الجيش والحرس الوطنيين الذين حصدوا في سن الزهور..وهذه الثورة كما تعلمون جاءت مكرمة للشعب وقد أتت على أكثر من 300 شهيد واحد أو إثنين منهم فقط تجاوز الخمسين من العمر.. وأضاف «قلت الاحتفالات تضمنت العديد من الأنشطة منها ما كان في نزل افريكا بحضور عدد من المفكرين الذين تمحورت اعمالهم حول التجديد وهو ما جعلنا اليوم نتحدث عن دستور حديث يتناسق مع خطاب الحداثة ومنجزات الفكر البشري.. الندوة حضرها باحثون ومستشرقون وضيوف وكان المشهد مفعما بالرموز ومن الرموز التي تؤطر الندوة المسؤول بالحركة عن الثقافة العجمي الوريمي..ومن رموز المشهد رئيس الحركة وعلى يمينه حمادي الجبالي وعلى يساره الشيخ مورو.. ومضى رئيس الحركة يقول «هذه الحركة لها خصوصياتها هي موحدة وليست وحدة عسكرية أوحزب ستاليني، هو حزب حديث موحد تقوده مؤسسات فيه اختلافات لكن الجميع منضبطون ، هي حركة ليست مشيخية أو ستالينية ..هي حركة متماسكة ومن مشاهد تماسكها نوابها في المجلس الوطني التأسيسي رغم ما تعرضوا له من «هرسلة» أو محاولات تفكيك وتبديد ..لكن هذه المؤسسة متماسكة .. مشهد «أفريكا» يستحق الوقوف عنده في التعبير عن مرونة الفكر السياسي في حركة النهضة التي تجتمع في انسجام وحرية التفكير داخليا ..الكل يعلم للجبالي مواقف وللشيخ مورو مواقف وسمير ديلو.. لكن الجميع يقف صفا واحدا ويستجيبون لمؤسسات الحركة ..وهنا أعود لأقول كان خطاب مورو خطابا مؤثرا جدا بما يتميز به ثقافة موسوعية، لكن في الجلسة التي لم أحضرها والتي كان فيها للشيخ مورو موقفا ليس إيجابيا من مشروع تحصين الثورة ..فالثابت أن المشروع يتمتع بشعبية داخل حركة النهضة ..المشروع قدمته 4 كتل داخل المجلس التأسيسي والنهضة متمسكة به وهي مدعومة بقرار مجلس الشورى وأنا لا يمكنني إلا أن أقف مع قرار مؤسسات الحركة ، مضيفا لذلك انسحب مورو بقطع من الحاضرين عند آخر كلمته وهذا أمر عارض فنحن لا نقود كتيبة عسكرية ، هي حركة مدنية.. وأضاف «الشيخ مورو موهوب ولا أحد في البلاد التونسية له القدرة على تحريك الجماهير مثله وهو كسب لتونس، هو محل تقدير وبعد فترة من القطيعة كانت عودته من الباب الواسع والكبير، من خلال المؤتمر حتى لا يظن البعض أن عودته بسبب علاقته المتطورة والجيدة برئيس الحركة .. وهنا كان سؤال «الشروق» إذا كان الشيخ مورو بكل هذه المواصفات التي ذكرتم، هل يمكن أن يكون مرشح النهضة أم قد يكون لفائدة حمادي الجبالي ؟ إجابة السيد راشد الغنوشي كانت على النحو التالي : كلاهما أي مورو والجبالي يستحقان هذا المنصب، لكن النهضة لم تقرر بعد .. بقي أن نشير انه خلال اللقاء الحواري، قال رئيس حركة النهضة من خلال أسئلة للزملاء الإعلاميين «ان الحركة لا تستهدف الهاشمي الحامدي بل هي مفتوحة لكل من كان في صلبها ثم انسحب لسبب أولآخر ،وهوما تم فعلا مع العديد من مناضلي النهضة»، كما تحدث راشد الغنوشي عن كثرة الأحزاب وقال انها بلغت 170 حزبا والبلاد لا تتحمل ذلك حسب تعبيره متوقفا خاصة عند الأحزاب والتحالفات التي انبنت على عقلية ما وصفه ب «الضد للنهضة».