تمكن المنتخب من الترشح (منطقيا وحسابيا في انتظار احتراز الرأس الاخضر) الى الدور الختامي من التصفيات المؤهلة للمونديال بعد ان كلف الخزينة الوطنية أكثر من نصف مليار وتسبب في صداع جديد للجمهور بحكم الأداء المتواضع الذي قدمه زملاء جمعة. يبدو ان التغييرات التي أحدثها المكتب الجامعي على مستوى الاطار الفني للمنتخب الوطني كانت مجرد مسكنات لا طائل منها بحكم أن حال نسور «نسور قرطاج» لم يتغير بعد رحيل سامي الطرابلسي وتعويضه بنبيل معلول حيث اقتلع الفريق الوطني بطاقة التأهل الى المرحلة الختامية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم بشق الانفس رغم تواضع منافسيه وهم الرأس الاخضر وسيراليون وغينيا الاستوائية بدليل أنهم يحتلون على التوالي المراكز 72 و70 و64 على مستوى الترتيب الصادر عن «الفيفا» في جوان الحالي. وقد أصبح شق كبير من جمهور الفريق الوطني متخوفا من حصول «نكسة» جديدة كتلك التي عاشها في نوفمبر 2009 عندما فشل البرتغالي «كويلهو» في قيادة المنتخب الى الفوز بورقة الترشح الى المونديال. أكثر من نصف مليار من أجل تجاوز منتخبات متواضعة وفرت وزارة الاشراف ثلاث رحلات جوية خاصة للمنتخب الوطني عند تنقله الى الرأس الاخضر وسيراليون وغينيا الاستوائية وقد قدرت تكاليفها بحوالي 395 ألف دينار هذا دون اعتبار المصادر الخاصة بالتربصات المعلقة التي أجراها الفريق وكذلك معاليم اقتناء حقوق البث التلفزي للمقابلات التي خاضها المنتخب خارج دياره وهو ما يعني ان العبور الى المرحلة الثالثة والاخيرة تكلف على الخزينة الوطنية أكثر من نصف مليار، ونتمنى ان يشعر اللاعبون بحجم المسؤولية الموكولة اليهم لأن الشعب التونسي لن يرضى بغير الوصول الى نهائيات مونديال البرازيل ونأمل ايضا ان يتذكر رفاق بن شريفية ان ربع هذا الشعب يعيش تحت خط الفقر في الوقت التي ترصد فيه الملايين من اجل ان يبلغ المنتخب نهائيات كأس العالم. 33 لاعبا و6 مدربين خاض المنتخب الوطني خمس مقابلات في تصفيات المونديال عول خلالها الاطار الفني (بقيادة الطرابلسي ثم معلول) على خدمات 33 لاعبا وهو ما يعني ان المنتخب لم يعرف الاستقرار على مستوى التشكيلة الأساسية وقد شملت التغييرات كل المراكز تقريبا بما في ذلك حراسة المرمى (المثلوثي ثم بن شريفية) وساهم ستة مدربين في ترشح تونس الى الدور القادم من التصفيات المؤهلة للمونديال وهم على التوالي (سامي الطرابلسي رفقة فريد بن بلقاسم ثم معلول بمساعدة محمد المكشر وجلال القادري وعادل السليمي). عودة قوية للمخضرمين شهدت المقابلات الثلاث الاخيرة للمنتخب بقيادة نبيل معلول حضورا قويا للاعبين «المخضرمين» مثل كريم حقي وسفيان الشاهد وحسين الراقد (لعبوا مع لومار وكويلهو) بالاضافة الى العناصر التي راهن عليها سامي الطرابلسي وواصل معلول التعويل على خدماتها مثل عصام جمعة والتراوي والمولهي. منتخب محظوظ نستطيع القول إن المنتخب الوطني التونسي محظوظ الى أبعد الحدود بما أنه واجه 3 منتخبات متواضعة في تصفيات المرحلة الثانية وحسم أيضا بطاقة الترشح الى الدور القادم بعد أن حصد نقطة في «مالابو» بعد أن سجل الدراجي ضربة الجزاء التي تحصل عليها صابر خليفة وهو ما يذكرنا بما حصل في التصفيات المؤهلة لمونديال 2006 عندما خطف عادل الشاذلي هدف التعادل للمنتخب في الدقيقة 69 أمام المغرب (2 2) ومنح بذلك بطاقة العبور لنسور قرطاج بعد تسديدة جانبية فيها الكثير من الحظ. مردود محيّر يطرح المردود الذي قدمه المنتخب في التصفيات أكثر من سؤال بما أنه واجه عدة صعوبات سواء داخل قواعده أو خارجها وأكبر دليل على ذلك أن المنتخب سجل 10 أهداف جاءت تسعة منها خلال الاشواط الثانية كما أن شباك الفريق الوطني اهتزت في كل اللقاءات وهو ما أثار مخاوف الجمهور خاصة أن المنتخب الوطني سيواجه فريقا قويا في المرحلة الختامية التي ستكون المحطة الاخيرة نحو مونديال البرازيل. منتخب الطرابلسي أفضل ما هو مؤكد أن منتخب سامي الطرابلسي أفضل من منتخب معلول وهذا ما تؤكده الارقام اذ تحصل الاول على 6 نقاط من 6 ممكنة وتحصل الثاني على 5 نقاط من 9 ممكنة كما أن الاداء كان أفضل نسبيا ونفس الملاحظة بالنسبة الى الاختيارات التي كانت غريبة مع الأول وغريبة جدا مع الثاني