عن دار البستان صد كتاب »أبحث عن شهرزاد« في 132 صفحة ضمن سلسلة أبعاد التي أصدرت منها »دار البستان« 9 أعداد. »ابحث عن شهرزاد« كتاب حاور فيه الاستاذ أحمد الرمادي الفنان محمد جميل الجودي وقدّم له الأستاذ سمير العيادي. الكتاب المتوفر اليوم في الأسواق أراد أصحابه ان يكون في غمرة الاحتفالات بأيام قرطاج المسرحية ويهتم بأحد أعلام الفن الرابع في تونس محمد جميل الجودي الذي ولد في اليوم الرابع من السنة الرابعة والثلاثين من القرن العشرين. الكتاب يصدر عن الجودي وهو يتأهب للاحتفال بسبعينيته. وقد بدأ الجودي »اعترافاته« لأحمد الرمادي كما يلي : »آل الجودي أصلهم من اليمن وهما أخوان قدما مبشرين بالاسلام قبل الفتح النهائي كما جرت العادة في ذلك الوقت وقد نزل الأول بالقيروان واتجه الثاني الى الجزائر وحطّ رحاله في جبل بوعريرش حيث يوجد مقامهالمعروف بسيدي الجودي في أعلى قمة الجبل وكان للأخ الذي نزل بالقيروان أحفاد منهم محمد الجودي القيرواني الملقب بشاعر الدولة الأغلبية في أول عهدها وله ديوان في مكتبة العطارين حققه الدكتور هشام بوقمرة وهذا المخطوط عمره 1200 سنة«. وتتواصل التداعيات ابتداء من المولد والعديد من الأمكنة الى أصل تسميته الى المدرسة. الجودي بث أفكاره في الكتاب فتساءل عن انتاج جماعة التياترو وهاجم »الوان مان شو« الذي اعتبره »كلاما فارغا« ورأى ان ما يقوم به الامين النهدي ينقصه »الشو«. حيل كما تحدث في الكتاب عن الدعم وحيل طالبي الدعم كما هاجم المهرجانات المسرحية او بعضها مثل مهرجان قربة فتساءل عن جدوى بقائه »حضرته مرات ولم أر فيه الا الحجارة المتهاطلة والكلام البذيء والسكارى الذين يلتحقون في آخر السهرة للتشويش« كما هاجم مهرجان دقة الذي رأى انه »يجب ان يغلق بعد ما صار عبارة عن مهزلة« متحسرا عن الايام التي كان يحتضن فيها أرقى المسرحيات العالمية! كما هاجم التكوين الهزيل للمعهد العالي للفن المسرحي لان الذين يأتونه أغلبهم لم يختاروا هذه الشعبة، وروى كيف ان أحدهم رد حين سأله لماذا جئت الى المعهد العالي للفن المسرحي فقال : هذه الشعبة فيها شيخات وسياحة خارج البلاد«! مضيفا بأن هذا الطالب هو الآن أستاذ مسرح! كما تحدث الجودي بإعجاب واطناب عن تجربة علي بن عياد، أول من مارس اللامركزية ونزل بالفرقة الى »البرمة«! لكنه تحسّر على وضع الفرقة البلدية اليوم التي هيمنت عليها بعض الشركات »أنا رأيت فرقة البلدية تعمل مع الشركات والبلدية هي التي تتحمل المصاريف زيادة عن المرتبات التي تدفعها للممثلين القارين... الممثل في الفرقة نصيبه 20 دينارا في كل عرض والمتعاقد ينال مائة دينار عن كل عرض. عروبة الجودي وفي اطار الحديث عن تنقلاته المختلفة نقل جوانب من الصراع مع بعض الأشقاء من مصر في السعودية حيث عمل طيلة 8 سنوات وكان هؤلاء يروّجون ان التونسيين لا يتكلمون العربية. وذكر كيف تصدّى لهم وكيف ان بعض المنصفين من المصريين اعترفوا بكفاءة التونسيين في العربية تحديدا وبقدرتهم على حفظ القرآن والمعلقات أيضا... الجودي خصص مساحة للحديث عن أيام قرطاج المسرحية. الجودي اعتذر لصديقه سمير العيادي لأنه لم يخرج مسرحية طلبها منه وأعدها له منذ 7 سنوات »لأني مازلت أبحث عن شهرزاد« التحدي والتسامح والوفاء مازال الجودي يبحث عن شهرزاد وقد قدم له العيادي من البداية »جميل ان يبحث فنان عن شهرزاد«.