القاهرة رام اللهالقدسالمحتلة (وكالات) استبعد الرئيس الامريكي جورج بوش مساء أمس الاول قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005 وفق ما تنص عليه خطة «خريطة الطريق» معتبرا أن هذا الامر لم يعد واقعيا كما كان من قبل. وبينما رفضت السلطة الفلسطينية تصريحات بوش التي وصفتها ب «غير الواقعية» واتهمته بالاذعان لمطالب شارون ذهبت الحكومة الصهيونية الى حد القول بأن قيام دولة فلسطينية خلال العام القادم اصبح مستحيلا. واعتبر الرئيس الامريكي جورج بوش ان الجدول الزمني الذي ورد في «خريطة الطريق» والذي يقضي بانشاء دولة فلسطينية بحلول عام 2005 ليس واقعيا. **بوش يتنصل من وعوده وقال بوش في مقابلة مع صحيفة «الاهرام» المصرية نشرها البيت الابيض مساء أمس الاول «إن موعد 2005 لقيام دولة فلسطينية مستقلة حسما ورد في خريطة الطريق لم يعد على الارجح واقعيا كما كان قبل عامين عندما وضعت اللجنة الرباعية «خريطة الطريق». وأضاف بوش «لكن رغم ذلك فانه يتوجب علينا القيام بكل ما في وسعنا لانشاء دولة فلسطينية... لكن الرئيس الامريكي لم يحدّد موعد قيام الدولة الفلسطينية. وتابع يقول «إن القضايا الخاصة بمرحلة الحل النهائي سيتم التفاوض بشأنها بين الحكومة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية» مضيفا انني اتفهّم حساسية القضايا الخاصة بمرحلة الحل النهائي ولكن سيتم التفاوض حولها بين اسرائيل والحكومة الفلسطينية التي ستقوم في دولة جديدة حسب قوله. ونقلت صحيفة «الاهرام» التي نشرت المقابلة امس عن بوش قوله «إن هذا هو الموقف الذي تمسكت به طوال الوقت مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة لن تتدخل في المفاوضات حول قضايا الحل النهائي... لكنه شدّد على ان الولاياتالمتحدة لا تزال متمسّكة بخطة «خريطة الطريق» على حد قوله. كما جدّد الرئيس الامريكي في هذا الصدد دعمه لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي للفصل مع الفلسطينيين مشيرا الى ان هذه الخطة تعتبر فرصة لا يجب اضاعتها مضيفا «هناك الكثير من الجدل بهذا الخصوص لكن تركيزنا الان يجب ان يكون حول كيفية انشاء دولة فلسطينية والمضي قدما بعد ذلك». ولفت بوش في حديثه هذا الى جدار الفصل العنصري الذي تبنيه اسرائيل في ا لضفة الغربية وقال «إني آمل عند التوصل الى انشاء الدولة الفلسطينية ألا يبقى هذا الجدار الذي لن يكون ضروريا». وفي ردّه على سؤال حول قضية اللاجئين قال الرئيس الامريكي ان هذه المسألة يجب أن يتم التفاوض بشأنها بين الفلسطينيين والاسرائيليين نظرا لانها جزء من الحل النهائي، حسب قوله... لكن الفلسطينيين رفضوا تصريحات بوش الذي «تنصّل» من وعوده وأعلن صعوبة قيام دولة فلسطينية خلال العام القادم. **اذعان... لاسرائيل واتهمت السلطات الفلسطينية أمس بوش بنسف خطة «خريطة الطريق» وب «الاذعان» لاسرائيل عبر التشكيك في الموعد المحدّد لقيام دولة فلسطينية. وقال الوزير المكلف بشؤون المفاوضات، صائب عريقات ان بوش نزع من خريطة الطريق اهم ما جاء فيها وهو الجدول الزمني للانسحاب الاسرائيلي. وأضاف عريقات «إن هذا لم يكن سوى اذعانا للمطالب الاسرائيلية التي دأبت على كسر قواعد العملية السلمية منذ بدئها» في اشارة بذلك الى خطة السلام الدولية. وأشار الى ان الرئيس الامريكي يلبي بذلك مطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على وجه الخصوص. واعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان تصريحات الرئيس الامريكي «غير واقعية» موضحا ان قيام الدولة الفلسطينية في عام 2005 هو امر واقعي واكثر من ذلك. وأضاف عرفات «إنه حسب الاتفاقات الموقعة وتفاهمات جورج تينيت كان يفترض أن تعلن الدولة الفلسطينية عام و. وتابع «لقد أكدنا على واقعية قيام الدولة الفلسطينية اذا احترمت الاتفاقات الموقعة بين الجانبين. من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع انه لا يزال هناك متسع من الوقت للتفاوض مع الجانب الاسرائيلي اذا ما أرادت الولاياتالمتحدة ذلك في اشارة الى امكانية قيام دولة فلسطينية في عام 2005. **ترحيب صهيوني بالمقابل رحبت اسرائيل أمس بتصريحات بوش وأيدت ما ذهب اليه بخصوص صعوبة انشاء دولة فلسطينية خلال العام القادم. وقال المستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء الاسرائيل آرييل شاون ان قيام دولة فلسطينية في عام 2005 لم يعد واقعيا على الأرجح. وذهب المسؤول الصهيوني الى حد القول بأن ذلك أصبح الآن مستحيلا. وقال زلمان شوفال ان استحقاق 2005 أصبح مستحيلا لاننا موجودون اليوم عند نقطة انطلاق «خريطة الطريق» بسبب رفض السلطة الفلسطينية مكافحة ما أسماه ب «الارهاب» على حدّ زعمه.