رام اللّه القدسالمحتلة (وكالات): أكد الرئيس الجديد للسلطة الفلسطينية محمود عباس أنه لن يعمل على حلّ فصائل المقاومة الفلسطينية «لا اليوم ولا غدا» وأن من أولوياته التوصل إلى هدنة مع اسرائيل بضمانات أمريكية. وقال عباس انه يمد يده إلى الاسرائيليين من أجل السلام على أسس الشرعية الدولية وسط ترجيحات بعقد لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في غضون أسبوعين. وقالت مصادر ديبلوماسية أمريكية ان إدارة الرئيس جورج بوش تلقت رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية المنتخب محمود عباس حملها القنصل الأمريكي السابق في القدس إدوارد ابينغتون بأن على الولاياتالمتحدة «ألا تتوقع من أي قيادة فلسطينية جديدة أن تقوم بما أرادت اسرائيل القيام به من مواجهة مع المنظمات الفلسطينية». أولويات عباس وقال عباس لأبينغتون إنه لا يعتقد أن قضية السلاح الفلسطيني تمثل المشكلة الأولى في الوقت الراهن بالأراضي المحتلة. ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن المصادر الأمريكية ان عباس أبلغ أبينغتون بأن على واشنطن أن تطلب من الاسرائيليين أولا وقف ما يسمونها عمليات الاغتيال الوقائي وأن ترفع الحواجز المهينة التي تحول دون تنقل الفلسطينيين في أرضهم. وحول مطالبة واشنطن بحل المنظمات الفلسطينية قال عباس بصورة واضحة إنه لن يفعل ذلك «لا الآن ولا غدا» وإن الخطوة الأولى هي بحث وقف اطلاق النار إذا تعهدت اسرائيل للولايات المتحدة خطيا بوقف عمليات الاغتيال. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد اتصل هاتفيا بالرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس مساء أمس الأول و»أعرب عن رغبته في العمل معه» حسب ما أعلنه البيت الأبيض. وكرر بوش خلال هذه المكالمة الدعوة إلى عباس لزيارة واشنطن في الوقت الذي يراه عباس مناسبا. واعتبر المتحدث باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ان هذه الدعوة مشجعة مؤكدا ضرورة تنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش لدولتين فلسطينية واسرائيلية. لكن أجهزة أمنية أمريكية حذرت الادارة الأمريكية من المبالغة في عقد الآمال على ما تسميه «اعتدال عباس» فيما وصفته الصحف اليهودية الأمريكية بأنه «عرفات يرتدي ربطة عنق». يد للسلام وقد سارع عباس فور انتخابه إلى دعوة اسرائيل إلى السلام. وقال عباس لدى استقباله مجموعة من المراقبين الدوليين الذين أشرفوا على الانتخابات الفلسطينية «نمد اليد إلى جيراننا ونأمل أن يكون الردّ إيجابيا». وأضاف عباس «إننا ملتزمون بعملية السلام القائمة على أساس خارطة الطريق الدولية». وتابع عباس «الانتخابات هي البداية وليست النهاية ولدينا عمل كبير من أجل التوصل إلى السلام». ودعا مسؤولون في السلطة الفلسطينية أمس الحكومة الاسرائيلية الجديدة إلى عدم اضاعة الوقت واستئناف عملية السلام. وفي تعقيبه على موافقة الكنيست الاسرائيلي على تشكيل الحكومة الجديدة قال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «ما يهمنا هو وجود حكومة اسرائيلية ملتزمة بعملية السلام ومستعدة لتنفيذ خريطة الطريق». من جهته قال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات «نحن ندعو اسرائيل إلى الابتعاد عن سياسة الاملاءات والاستيطان والجدران والخطوات أحادية الجانب». وأكد عريقات ضرورة «استئناف عملية سلام من شأنها تنفيذ خطة خريطة الطريق بما يشمل إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية في فترة لا تتجاوز عام 2005». وكان وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث اشار أمس الأول إلى احتمال عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون «خلال أسبوعين».