تعتبر الأسرة نواة هامة لتمرير القيم الاجتماعية للطفل والتي منها الترسيخ والترغيب في المطالعة لكن هذا الدور اصبح يتراجع وينحسر في ظل المتغيرات التكنولوجية من انترنات وفضائيات ووسائل اتصال متعدّدة الوسائط. والسؤال الذي تطرحه «الشروق» أي دور يبقى للأسرة في تمرير القيم في ظل هذا الزخم الهائل والذي من شأنه إعاقتها على القيام بوظيفتها؟ هذا السؤال يجيب عنه السيد عبد الرحمان جمور (مدير عام البرامج والتخطيط وتنمية الموارد البشرية بوزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة) والدكتور علي الهمامي وهو مختص في علم الاجتماع والسيد الهادي المرابط (أستاذ معهد الصحافة)، البداية كانت مع السيد عبد الرحمان جمور، «في ظل هذا الزخم الهائل من مضامين وسائل الاتصال والتي تحتوي على الغث والسمين يبقى دون الاسرة كبير وفاعل في تنشئة الطفل فهي التي تحتضنه في بداية حياته وهي التي تمرّر له القيم الاجتماعية بل تلعب دور الرقيب والمرشد والاكثر من ذلك أنه تنشأ بين الاسرة والطفل علاقة حميمية مخصوصة قد لا تنشأ بين الطفل ومختلف وسائل الاتصال. إن وسائل الاتصال تبقى اقدر بتقنياتها فقط وما عدا ذلك فانها تعجز عن أداء الوظيفة الحميمية التي تقوم بها الاسرة والتي منها ترسيخ لذّة المطالعة للطفل وتنمية قدراته في افضل الظروف». أما السيد الهادي المرابط فيقول: «إننا نعيش في عصر يشهد انهيار القيم فحتّى ما تبقّى منها لا تجد الاسرة متسعا من الوقت لتمريره ولا القدرة على ترسيخه، ثم ان ما يُبنى في نطاق الاسرة وفي رحاب المدرسة ينهار في الشارع وتعوّض بثقافة البذاءة وثقافة التحدّي على القيم بل ثقافة الاجرام أحيانا. والحلّ في نظري هو التقليل من ساعات عمل المرأة او العمل بنظام الحصة الواحدة وتكثيف الفضاءات التثقيفية والترفيهية العمومية، كما ينبغي العمل بجدّ على اشاعة التنشيط الثقافي في الوسط المدرسي والحرص على متابعة مثل هذا التنشيط متابعة ميدانية حتى لا تتحول النوادي الثقافية الى مجرّد أرقام يدلي بها مدير المؤسسة». أما الدكتور علي الهمامي فيرى انه لا بديل عن الاسرة التي لا يمكن لاي مؤسسة ان تعوضها بما في ذلك المدرسة ومختلف الجمعيات لا تستطيع في شيء تعويض وظيفة الأسرة، فعملية التنشئة والتربية على القيم هي عملية تقام في مرحلة مبكرة من حياة الطفل . صحيح انه يوجد تنافس شديد مع وسائل الاتصال التي ترغب في التلقّي عبر الجهاز الالكتروني لكن دور الاسرة هام فمن صميم تلك العلاقة الحميمية التي تربطها بالطفل يمكن ترغيبه في لذّة ملامسة وقراءة الكتاب انها لذّة المطالعة التقليدية التي لا تعادلها لذّة المطالعة الالكترونية. ونتوقف هنا لنشير الى أن الادمان على المطالعة الالكترونية له مخاطر وتأثير على الجهاز العصبي ورغم انتشارها فإن وتيرة مطالعة الكتاب في تصاعد مستمر».