مكتب القيروان-الشروق: ناجح الزغدودي في ظل ما أصبح يوصف بظاهرة الانتحار في تونس، سجلت ولاية القيروان في ظرف ال24 ساعة الماضية 3 حالات بين انتحار ومحاولة انتحار حرقا وشنقا لاسباب مهنية واجتماعيّة وتنمويّة. وهو ما يدو الى وضع برنامج عمل ثقافي واجتماعي وتربوي وديني للتوعية والاحاطة عبر مختلف وسائل الاعلام والاتّصال. فقد اقدم شاب في ال30 من عمره على الانتحار حرقا، في معتمدية العلا مساء الخميس 1 ماي، بعد ان اضرم النار في نفسه. وادت شرارة اللهيب التي اشتعلت في كامل جسمه الى وفاته مع تسجيل اضرار بمحل للفواكه الجافة بمدينة العلا نتيجة الحروق. وقد وصفت السباب بانها اجتماعيّة عائليّة. هذه الحادثة تشابهت مع حادثة اضرام عامل حظيرة للنار في نفسه صباح الجمعة 2 ماي بمدينة حفوز. وهذا الشاب يعمل بجمعية مائيّة وقد تم خصم أجرة 15 يوما من مرتبه حسب توضيح معتمد حفوز بسبب تغيبه عن العمل وليس بسبب البطالة كما تم ترويجه. وقد نجا الشاب من الموت لكنه تعرض الى حروق واصابات عديدة من شانها ان تزيد من تعكر حالته الاجتماعيّة. الظروف الاجتماعيّة الصعبة هي نفسها التي دفعت عامل الحضيرة الظرفية التابعة للتراث بالقيروان الى معاودة ربط حبل في رقبته والتهديد بالانتحار في صورة عدم تسوية وضعه ومساعدته. والأدهى انه كان يحمل طفله بين ذراعيه في مشهد مأساوي غير سار. وقد تم اقناعه بالعدول عن فكرته. وقد رغب في الحصول على تطمينات من السلط الجهوية لاجل تسوية وضعه المهني وانقاذ اسرته من المجاعة. وأصبحت ولاية القيروان تسجل حالات الانتحار ومحاولة قتل النفس حرقا وشنقا، في مشاهد متشابهة ومتقاربة لاسباب نفسية واجتماعيّة واخرى بسبب الشعور بالظلم والاضطهاد حسب تحليلات مختصين في المجال. تتالي هذه الحالات القاتلة لا شك انها تهدد سلامة المجتمع وبالتالي هي تحتاج الى مقاربات اجتماعية وتنموية وثقافيّة ودينيّة من اجل التصدي لظاهرة قتل النفس والهروب من المشاكل والضغوطات الى الانتحار بدل معالجتها والتصدي لها. ولا شد ان معالجة تلك المشاكل المتسبب في الانتحار هي من مشمولات مختلف الاطراف الرسمية والمدنية والأسرة. ويجب القيام بحملات تحسيسي وبرامج ثقافية وتربوية ودينية وتواصل بين الجمعيات والادارة والأسرة والبحث في الاسباب ومعالجة جذورها.