أكثر من مرة شكوت إلى صديق عزيز ما أعانيه من رامسفيلد... وحتى لا يذهب ظنكم بعيدا فأنا لم أقصد ما يفعله في العراق بما في ذلك «أبو غريب» ولا من غطرسته في الندوات الصحفية وتجاهله للقانون الدولي ولا من مجموعة الأكاذيب التي كان يسوقها باقتناع كبير... شكواي لصديقي كانت باختصار شديد تتعلق بصعوبة فهم ما يقوله... من ردوده على الصحفيين... من تصريحاته... حتى حسبت أني غير مؤهل فكريا لفهم ما يقول وأحيانا أحاول تجاوز عقدتي باتهام المترجمين... كلام ينطح بعضه البعض لا تدري أين يبدأ وأين ينتهي... كلام كثير لا ترسب منه في فهمي فكرة واحدة مع أن الأسئلة واضحة... فكيف يقدر المترجم على الوضوح في الأسئلة ويعجز عنها عند اجابات رامسفيلد... صديقي قال لي لا تحزن ولا تشك في سمعك أو قدراتك الذهنية هذا الرجل يستعمل تقنيات سفسطة تدرب عليها هو وأشباهه... ليقولوا دون أن يقولوا... مع جعل الصحفي يعود إلى بيته فرحا مسرورا... وذات يوم عثرت على الاجابة... المترجمون أنفسهم عبروا عن امتعاضهم في الترجمة الفورية لرامسفيلد... قالوا إن الرجل لا يربط كلمة بأختها... يرحى الماء ونحن نترجم رحي الماء بحرج كبير... وأحيانا نتهم بعدم الكفاءة... لم أكتف بهذه الحقيقية فأبحرت بحثا عن دلائل أخرى... وعثرت على درة من بين الدرر التي تنزل من فم رامسفيلد في أهم وأخطر وأشنع القضايا... الحرب الظالمة على العراق... صحفي أمريكي واسمه هارت سيلي جمع تصريحات رامسفيلد «الخالدة» كما جمع غيره تصريحات بوش في كتيب... ولا شك في أنها تندرج كلها تحت عنوان المضحكات المبكيات... احدى هذه التصريحات لوزير الهجوم الأمريكي وعنوانها «المجهول» وضع لها أحدهم «برايان كنغ» لحنا... قال إنها «قصيدة شعر ودرة تحتاج الى صدفة... وهذا نص تصريح الوزير... كان ذلك يوم 12 فيفري 2002 ... يقول دونالد : «هناك ما هو معلوم ونحن نعرفه، هناك أشياء نحن نعلم أننا نعلمها ونعلم أيضا أن هناك من المجهول ما نعلمه بما معناه أننا نعلم أن هناك أشياء لا نعلمها...» والآن ما قولكم... بصراحة أنا أحبّ هذا الرجل حبا لا يطاق...