يتفق العارفون بقطاع الصيد البحري في تونس على ان عيب هذا القطاع الأساسي أنه يعتمد في الأغلب على بحارة صغار يعملون بقوارب صغيرة وبوسائل صيد بسيطة ويقدرون على الصيد في السواحل والضفاف أما صيد الأعماق فهم عاجزون عليه لأنهم لا يملكون الوسائل والمعدات التي تلزم. وهو ما يجعل الانتاج متواضعا والعرض قليلا وهو بالتالي ما يتسبب في ارتفاع أسعار الأسماك وغلال البحر الأخرى. وانه جميل جدا أن نتفق على الداء وأسبابه لكن الأجمل هو أن نبحث على الدواء ونحصل عليه خصوصا عندما يكون متوفرا ومتاحا. والسؤال المطروح هو لماذا لم نر إلى حد الآن اجتهادا جادّا من أي طرف لمعالجة داء قطاع الصيد البحري عندنا وهو الاعتماد على الصيد الساحلي واهمال الصيد في الأعماق. لماذا لم يتحرك بحارتنا ولم نر أي أحد منهم يطالب بالاتحاد مع زملائه من أجل اكتساب الوسائل الحديثة والمراكب الضخمة القادرة على الغوص في الأعماق واستغلال مخزونها الوفير الذي بقي البحارة ومعهم المواطن ينظر إليه بحسرة ولا يطاله ويكتفي بالفرجة في بحارة الجيران كيف ينهلون خيرات بحارهم ويوفرون السمك بأسعار تلائم جيوب مواطنيهم. لماذا لم تتحرك مصالح وزارة الفلاحة ومعها بقية المصالح والجهات المعنية لتحفيز ودفع البحارة على العمل في هذا الاتجاه؟