كشفت مصادر صحفية أمريكية أمس أن القيادة العسكرية الأمريكية كانت على علم بفظاعات تعذيب السجناء العراقيين في معتقل «أبو غريب» منذ نوفمبر الماضي بينما أقرّ كبار القادة العسكريين الامريكيين ب»تورطهم» في هذه الانتهاكات.. وفيما بدأت أمس محاكمة الجنود المسؤ ولين عن عمليات التعذيب أكد عسكري أمريكي أن هذا الممارسات الفظيعة كانت شائعة على نطاق واسع.. وذكرت صحف أمريكية صادرة أمس أن السلطات العسكرية الأمريكية علمت في نوفمبر الماضي عبر تقارير للجنة الصليب الأحمر ا لدولية بممارسات التعذيب في سجن «أبو غريب» لكنها رفضت خلال شهرين فتح تحقيق في هذا الصدد. ... منذ فيفري الماضي ونقلت صحيفتا «وول ستريت جورنال» و»نيويورك تايمز» الأمريكيتين عن ضابط كبير في الجيش الأمريكي قوله أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلمت القيادة العسكرية الأمريكية في نوفمبر الماضي تقريرا عن الانتهاكات التي لاحظتها خلال زيارتين مفاجئتين قبل شهر من ذلك الوقت الى سجن «أبو غريب». ويصف التقرير سجناء عراقيين عراة في زنزانات مظلمة أو التقطت لهم صور بعد إرغامهم على المشي وهم يضعون على رؤوسهم ملابس داخلية نسائية. وحسب ما أوردته المصادر ذاتها فقد قرأ هذا التقرير الذي أعدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجنرال ريكاردو سانشيز الذي يحمل أعلى رتبة في القوات الأمريكية المنتشرة بالعراق وإثنان من كبار مستشاريه القانونيين. وقال الضابط الأمريكي الذي حضر اللقاء مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تقرير الصليب الأحمر استقبل بالضحك والمزاح من قبل بعض العسكريين الأمريكيين. من جهتها أقرّت الجنرال جانيس كربينسكي التي كانت مسؤولة عن الشرطة العسكرية في سجن أبو غريب حينذاك لصحيفة «نيويورك تايمز» أن الضباط الكبار لم يكترثوا لتقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن كوينسكي قولها أمس أن ضباط الاستخبارات العسكرية الذين كانوا حاضرين خلال هذا اللقاء قالوا انهم يريدون أن تبلغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر مسبقا عن زياراتها الى السجن حيث تجري عمليات الاستجواب. وأوضح الصليب الأحمر للصحيفة من جانبه أنه سلم الجيش الأمريكي تقريرا في نوفمبر الماضي وتلقى جوابا بها الصدد في ديسمبر الماضي.. لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل عن هاتين الوثيقتين. اعترافات... أمريكيةوفي سياق متصل أقرّ أمس المسؤولان العسكريان الأمريكيان ريكاردو سانشيز وجون أبي زيد بمسؤوليتهما في أعمال تعذيب سجناء عراقيين في معتقل أبو غريب. وجاءت اعترافات أبي زيد وسانشيز هذه لدى مثولهما أمس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي. وقال أبي زيد «ليس هناك أي شك في أننا ارتكبنا أخطاء في «أبو غريب».. وأتحمل مسؤوليتي في هذا الشأن». وأضاف «ان هنالك عوامل كانت قد ساعدت على مثل هذه الانتهاكات لكننا سنواصل التحقيق مع الجنود «المتورطين» في هذه القضية فيما اكتفى سانشيز من جانبه فقط بالقول بأنه يوافق على تحمله المسؤولية في هذه الأعمال الفظيعة بسجن «أبو غريب». وقد اعترف الجندي الأمريكي جيريمي سمينتش أمس في أول محاكمة له من بين عدة محاكمات منتظرة بضلوعه في تعذيب سجناء عراقيين بينما اتهم عضو في الاستخبارات العسكرية الأمريكية أمس الجيش الأمريكي بمحاولة اخفاء مدى انتشار عمليات تعذيب المعتقلين العراقيين مؤكدا أن هذه الانتهاكات كانت شائعة على نطاق واسع. وفي تصريحات لشبكة «اي بي سي» الأمريكية قال العسكري الأمريكي «انهم يحاولون تغطية هذه القضية.. مشيرا الى أن عشرات الجنود الأمريكيين تورطوا في عمليات التعذيب هذه لكنهم كانوا ينفذون أوامر..».