اعلن محامي احد الجنود الامريكيين المتهمين باساءة معاملة سجناء عراقيين في معتقل «أبوغريب» امس انه سيطلب مثول الرئيس الامريكي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد للشهادة امام المحكمة.. وفيما تتفاعل فضيحة «أبوغريب» من يوم لآخر كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية ان «الانقليز» «متورطون» بدورهم في تعذيب عراقيين وفي التمثيل بجثتهم. واعلن الجيش الامريكي ان جلسات الاستماع التمهيدية لثلاثة جنود امريكيين متهمين باساءة معاملة معتقلين عراقيين في سجن «أبوغريب» قد بدأت صباح امس امام محكمة عسكرية ويمكن ان تستمر ثلاثة ايام.. وحسب مصادر في سلطة الاحتلال فإن الجنود الثلاثة، جافال ديفيس وايفان فريدريك وتشارلز غرانر يواجهون عقوبة بالسجن تتراوح بين ثمانية اعوام و16 عاما. شهادة بوش ورامسفيلد وقال محامي الجندي جافال ديفيس في تصريح صحفي ادلى به وبعد ان القى مرافعة في المحكمة انه سيطلب مثول الرئىس الامريكي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد للشهادة. واتهم محامي الدفاع المدني بول برغرين بوش ورامسفيلد بعدم الالتزام بمعاهدة «جنيف» في حربهما على ما وصفه ب «الارهاب» وقال ان موكله جافال ديفيس كان يتلقى توجيهات بشكل يومي للضغط على السجناء العراقيين لانتزاع اعترافات منهم. واضاف برغرين قائلا: ان بوش كان قد القى خطابا اعلن فيه حربه على الارهاب وصرّح بأن معاهدة «جنيف» لم تعد ملزمة. واتهم المحامي رامسفيلد وكبار المسؤولين الامريكيين بمحاولة اعادة تعريف الانتهاك والتعذيب في اطار حملة تستهدف التأثير على محامين بوزارة العدل الامريكية. كما طلب المحامي اضافة الى بوش ورامسفيلد شهادة قائد القوات الامريكية في العراق ريكاردو سانشيز وضباط كبار آخرين امام المحكمة العسكرية بسبب فضيحة تعذيب السجناء العراقيين. وقد قرّر قاض عسكري امريكي امس استدعاء سانشيز وغيره من كبار الضباط للمثول بصفة شهود امام المحكمة ورفع تقرير اليه قبل 31 جويلية القادم في اطار جلسات الاستماع التمهيدية في بغداد لثلاثة جنود متهمين بإساءة معاملة الاسرى العراقيين. لكن بعض المراقبين والمحللين السياسيين شككوا في هذه المحاكمة وفي مدى مصداقيتها.. واعتبرت الكاتبة والمحللة السياسية هدى النعيمي من جهتها ان محاكمات هؤلاء الجنود ليست الا نوعا من «الديكور» وترتيب امريكي لا يستجيب لرغبة العراقيين في محاكمة فعلية لمرتكبي تلك الفظاعات... وطالب البعض من اهالي المعتقلين العراقيين بسجن «أبو غريب» بمحاكمة بوش وبإصدار عقوبة الاعدام ضد مرتكبي تلك الانتهاكات. لكن مصادر صحفية بريطانية كشفت امس ان «الانقليز» متورطون ايضا في فظاعات تعذيب مواطنين عراقيين. «الانقليز»... ايضا وحسب ما اوردته صحيفة «الغارديان» البريطانية امس استنادا الى شهادات وفاة صادرة عن مستشفى مدينة «المجر الكبير» (جنوب العراق) فإن عراقيين كانوا ضحايا عمليات تعذيب قامت بها القوات البريطانية التي قتلت نحو 20 عراقيا في المدينة في 14 ماي الماضي وتشير سبع من اصل 28 شهادة وفاة صادرة عن مدير مستشفى «المجر الكبير» عادل سليم وحصلت «الغارديان على نسخ منها الى وجود آثار عمليات بتر و»تعذيب» على جثث العراقيين. وقالت الصحيفة ان شهادة وفاة «حُلفي» (19 عاما) تشير الى ان جثة تحمل آثار جروح خطيرة بالرصاص وكدمات زرقاء حول العين اليسرى وجرح كبير على الذراع اليمنى اضافة الى آثار اخرى. وحسب الصحيفة ذاتها فإن جثة لمواطن عراقي يدعى علي الجميندري تحمل آثار جروح خطيرة بالرصاص في الرأس والوجه والجسم والعنق.. وقد اعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس ان بريطانيا تحقق حاليا في تقارير حول هذه القضية. وقالت متحدثة باسم الوزارة ان بريطانيا نفت بشكل قاطع تعدي الجنود البريطانيين على الجثث بعد «المعركة» التي وقعت في 14 ماي الماضي.