يعود انتشار الاسلام في النيجر، وهي دولة افريقية محاطة بسبع دول هي: ليبيا، الجزائر، تشاد، مالي، نيجيريا، فولتا العليا وبنين، الى القرن الاول الهجري، ومع وصول قوات عقبة بن نافع التي توغلت الى منطقة «جادو» في اقصى الشمال. أما الجزء الجنوبي فقد دخله الاسلام بعد القرن السادس الهجري، في ظل مرحلة انتشار الدين على أيدي المرابطين، وكانت بلدة «ساي» على بعد كيلومتر عن نيامي، عاصمة دولة النيجر، هي اول موقع في الجنوب بلغه المسلمون القادمون من مالي المجاورة وأشهرهم الداعية المسلم الفاهم محمد جوب الذي لا يزال ضريحه مقاما في البلدة. وتتمتع دولة النيجر بأغلبية اسلامية ساحقة تصل الى 98 من السكان، أما 2 فهم من الوثنيين او من الوثنيين الذين تنصروا نتيجة البعثات التبشيرية الفرنسية التي وصلت الى البلاد في بداية القرن العشرين، غير ان هؤلاء بدورهم يقبلون في هذه الايام على اعتناق الاسلام، حيث ان الجمعية الاسلامية أنشأت مسجدا لهم في عام 1981 لا سيما للوثنيين الذي دخلوا في الاسلام في مدينة جور منكه. والواقع ان الدعوة الاسلامية وجدت ترحيبا كبيرا من قبل ابناء دولة النيجر الذين رأوا في تعاليم الدين الحنيف الخلاص من الوثنية التي كانوا يعيشون عليها. ولم يجد الدعاة المسلمون صعوبة في تقبل ابناء النيجر الاسلام، فانتشر سريعا واصبحت الدولة ذات مآذن كثيرة انتشرت في جميع مدنها يعمرها المسلمون، وتعرف ابناء النيجر على الاسلام بكل ما يحمل من صفات الخلق الحميد حتى استقر فيها واستطاعت النيجر ان تكون على مر الزمن واحدة من الدول ذات العراقة الاسلامية التي لم تشهدها دول كثيرة في موقعها. ويتبع معظم مسلمي النيجر المذهب المالكي السائد في شمال افريقيا وغربها، من أجل ذلك لا نرى خلافات عقائدية او فقهية بين المسلمين في المسائل الفقهية في النيجر. ونتيجة لانتشار الاسلام في البلاد أصبح احترام المسلم يقاس بمقدار حفظه للقرآن الكريم. وعلى الرغم من ان اللغة العربية ليست سائدة في النيجر، غير ان المسلمين يحرصون على تعلم القرآن الكريم، والحرص على الذهاب الى المسجد في مواقيت الصلاة. وفي ما يختص بالصلاة بشكل خاص فان نيامي وبقية مدن النيجر تشهد ميزة بارزة وهي انه اذا حل موعد الصلاة في اية وزارة او ادارة او قطاع خاص، فان الجميع يبادرون للصلاة فورا في المصلى. وتعتبر زيارة بيت الله الحرام والأماكن المقدسة امنية المسلمين في النيجر، حتى ان متوسط عدد حجاج النيجر وصل في الفترة الأخيرة الى حوالي عشرة آلاف في كل عام. كما ان الزائر للعاصمة نيامي يرى لافتات وملصقات في شوارعها وعلى جدرانها وقد كتبت بالفرنسية عبارات: «الله ربنا، ومحمد نبينا والقرآن كتابنا» وهذه العبارات كثيرا ما نقلت على لسان كبار المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية.