* بقلم : يونس بن يوسف : معلّم تطبيق (سيدي عامر) * قال الرسول الأمين ص : «بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق». كان رسول الله المثل الأعلى للإنسان الكامل صوّره خُلقا سويا، يعلّم الناس الاخلاق الفاضلة بالاقتداء بأخلاقه السامية، فكان يعلّم الناس الدين الاسلامي وفرائضه بما يقوم به من أعمال شريفة أمامهم كالصلاة والزكاة واعانة المحتاج والمساواة بين الناس ووجوب الدفاع عن الدين والوطن. رعى لبعض أهله واتّجر بمال زوجته، فاشتهر بالثقة والأمانة قبل نزول الوحي عليه وأتاها بربح كثير فتحققت أمانته وثقته ورغبت في الزواج به فلبى طلبها. * كان عليه صلوات الله صادق العزم، كريم النفس، حلو المعاشرة يحمل الكل ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الحق حتى لقبه قومه بالامين. * اختاره الله لخلقه، وحمّله الرسالة لخلقه فكان في غار حراء وجبل ثور وفي المسجد الجامع، وفي كل مكان حل به مظهرا صحيحا للأخلاق السامية ومثالا عاليا لصدق الجهاد، واحتمالا ساميا لمكاره الدعوة، وإسوة حسنة لجميع الناس. * أعطى الراية لزيد بن ثابت في معركة تابوك ودعا له بالخير وكان في العشرين من عمره، وأعطاها لجعفر بن علي ابن أبي طالب في معركة مؤتة وهو في سن الثالثة والثلاثين. وكما كان يتعهد الشبان بالوصايا وقد وجّه اليهم هذه النصيحة حينما خاطب ابن عمه عبد الله بن العباس في قوله : «يا غلام، احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك، اذا سألت فاسأل الله». * إن حياة الرسول كانت حياة استقامة في بيته مع عياله، وفي المجتمع مع الناس. فعلينا ان نقتدي بأعماله وأقواله، وسيرته النبيلة. * ضرب الرسول الأكرم المثل الأعلى في ممارسة الرياضة والتشجيع على ممارستها ايمانا منه بفائدتها. * قال الكاتب الانقليزي (ب. سميث) : «كان محمد مؤسسا لأمة ومقيما لإمبراطورية، وبانيا لدين في وقت واحد وقد أتى بكتاب يحوي أدبا، وقانونا وأخلاقا عامة وكتبا مقدسة في كتاب واحد». * ضرب الرسول الأكرم مثلا أعلى تجلى في انه قد مرّ على قوم ينتضلون اي يتبارون في رمي السهام فقال : «ارموا يا بني اسماعيل فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان. فأمسك بأحد الطرفين. فقال : مالكم لا ترمون؟ قالوا : كيف نرمي وأنت فيهم؟ قال : ارموا وأنا معكم كلكم. * قال أمير المؤمنين الفاروق : «علّموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل». * إن أجمل صورة تقدّم للشباب هي صور من حياة الرسول فهو يتميز بشباب طاهر. فهو لم يسجد لصنم قطّ ولم يلهُ في سمر كما كان يهلو فتيان زمانه ولم يعش بماله على غيره. * قال الملك القدّوس : {فبما رحمة من الله لنْت لهُم ولو كنت فضّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله إن الله يحبّ المتوكّلين} (آل عمران : 159). * الرسول في مرآة الفكر الغربي : «جاء في كتاب : «نبي الاسلام في مرآة الفكر الغربي» ما يلي : «لم يقل محمد أنه هو وحده نبي الله، بل اعتقد في نبوّة موسى وعيسى وقال : إن اليهود والنصارى لا يكرهون على ترك دينهم ويُجبرون على اعتناق الاسلام. لا ريب ان هذا النبي من كبار المصلحين ويكفيه فخرا انه هدى أمة كبيرة الى نور الحق». * وكان رسول الله ص رؤوفا رحيما بأبنائه وأبناء المسلمين. فكان يعطف عليهم ويمازحهم ويلاطفهم ويمسح دموعهم. * قال الملك القدّوس مخاطبا نبيّه الكريم ص : {وإنّك لعلى خلق عظيم} (القلم :4). * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص : «أكمل المؤمنين ايمانا أحسنُهم خلقا» رواه أبو داود. * قال لقمان الحكيم يعظُ ابنه : «يا بنيّ ليكن أول شيء تكسبه بعد الايمان خليلا صالحا، فإنما مثل الخليل الصالح كمثل النخة، إن قعدت في ظلها أظللتك، وإن احتطبت حطبها نفعتك، وإن أكلت من ثمرها وجدته طيبا». * كتب الإمام عليّ الى ابنه الحسين يقول : أحُسينُ إني واعظ ومؤدّب فافهم فإن العاقل المتأدّب واحفظ وصيّة والد متحنّن يغذوك بالآداب كيلا تعطب أبنيّ إن الرزق مكفول به فعليك بالاجمال فيما تطلب ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي