* يونس بن يوسف : مربّ (سيدي عامر) * قال الملك القدّوس : {واعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحبّ من كان مختالا فخورا} (النساء : 36). * قال رسول الله ص : «خير الاصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» الترمذي. * قال ابن الوردي : يلومونني أن بعتُ بالرخص منزلي ولم يعلموا جارا هناك ينغّص فقلت لهم كفّوا الملام فإنما بجيرانها تعلو الديار وترخص جاور اذا جاورت بحرا أو فتى فالجار يشرف قدره بالجار * قال بزرجمهر حكيم الفرس : نصحني النصحاء ووعظني الوعّاظ شفقة ونصيحة وتأديبا فلم يعظني أحد مثل شيبي، ولا نصحني مثل فكري ورأيت الوحدة والغربة والمذلّة فلم أر أذلّ من مقاساة الجار السوء، وشيّدت البنيان لأعز به وأذكر فلم أر شيئا أحسن من حسن الخلق. * القيم الاسلامية النبيلة تزكي روح الانسان وتهذّب النفس وتبعده عن ظلم الآخرين والاعتداء عليهم فيرتفع الى مستوى خلق نبيل وينفّره عن أنانيته المفرطة. فالجار هو أقرب الناس الى الشخص بعد أهله. * قال مسكين الدّارمي : ناري ونار الجار واحدة واليه قبلي تنزل القدر ما ضرّ جارا لي أجاوره ألا يكون لبابه ستم أعمى اذا ما جارتي برزت حتى يغيّب جارتي الخدر * روى البخاري عن رسول الله ص أنه قال : «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» واسم الجار يشمل المسلم والكافر، والعابد والفاسق والعدو والغريب والمقيم والنافع والضار والقريب والاجنبي والأقرب دائما والابعد. * وكان الصحابة الأجلاء يحسنون الى الجار الكافر، فقد روى البخاري في الأدب المفرد ان عبد الله بن عمرو لما ذُبحت له شاة أمر أن يُهدى منها لجاره اليهودي. * ويحصل إكرام الجار بإيصال ضروب الاحسان اليه بحسب الطاقة كالهدية والسلام وطلاقة الوجه عند لقائه وتفقد حاله ومعاونته فيما يحتاج اليه وموعظته بالحسنى والدعاء له. * الجار الكافر يقع وعظه وعرض الاسلام عليه وتبيين محاسنه والترغيب فيه برفق مع ارادة الخير للجميع والدعاء بالهداية وترك الاضرار. * أما إكرام الجار الضيف يكون بالبشاشة في وجهه والترحيب بقدومه وانزاله المكان اللائق به المقدور عليه وتقديم المناسب له من الطعام والشراب. * قال عنترة العبسي : وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها * قال ابن الوردي : دار جار السوء بالصّبر وإن لم تجد صبرا فما أحلى النقل * وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ص : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت». * قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه : تنزّه عن مجالسة اللئام وألمم بالكرام بني الكرام * قال سيد العالمين ص : «والله لا يؤمن! والله لا يؤمن، قيل : لقد خاب وخسر، من هذا يا رسول الله؟ قال : «من لا يأمن جاره بوائقه» أي شرّه. رواه احمد والبخاري ومسلم. * وقال ص : «من سعادة المرء الجار الصالح» * ويؤخذ من الحديث النبوي الشريف : 1) تعظيم حق الجار 2) الحث عن إكرام الضيف 3) الامر بقول الخير 4) امساك اللسان عند الشر * والباعث هنا على الانصباع للأوامر الثلاثة هو الايمان بالله وبجزائه وهو لا يظلم مثقال ذرّة. قال تعالى : «وإن تكُ حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما». روى أحمد والحاكم عن سلمان قوله : نهانا رسول الله أن نكلف للضيف، طمع ضيف سلمان في الاتحاف والزيادة، فرهن سلمان مطهرته واشترى له ما يتحفه به، فلما أكل الضيف قال : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا فقال له سلمان : لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة. وحكى ذلك للنبي ص، فقال : صدق سلمان.