تغرس الرياضة في نفوس الشباب العديد من الفضائل وعلى رأسها التعاون والصبر والحِلم وعدم الانفعال والغضب فضلا عن الشجاعة والاحترام المتبادل والاخلاق الفاضلة والخصال الحسنة والسلوك الحضاري النبيل. وتعد الرياضة احدى وسائل تنظيم الوقت لأن الشباب الذي يمارس الرياضة لا يجد له وقتا فارغا بلا عمل. ولكن هذا بشرط ان لا تطغى هذه الرياضة على الأوقات المخصصة للفروض والواجبات. وتعتبر الرياضة من بين الترويح عن النفس بعد مشقتها نتيجة السعي الجاد في مناكب الارض وراء اسباب المعيشة. وهذا الترويح لابدّ منه لضمان استمرارية حركة الحياة. جاء في الأثر «روّحوا النفوس ساعة بعد ساعة فإن القلوب اذا كلّت صدأت». ضرب الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في ممارسة الرياضة والتشجيع على تعاطيها ايمانا منه بفضائلها وفوائدها الجليلة ومنافعها الجمّة. روى الإمام البخاري في صحيحه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على قوم ينتضلون () فقال: ارموا يا بني اسماعيل فإن اباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان. فأمسك احد الطرفين عن الرمي. فقال: ما لكم لا ترمون؟ قالوا: كيف؟ كيف نرمي وأنتَ فيهم؟ قال: ارموا وأنا معكم كلّكم. وقد كان الخلفاء الراشدون يحافظون على الرياضة ويوصون بالتدرب عليها وبتعلّمها على قواعد صحيحة. قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «علّموا ابناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل». (*): ينتضلون: يتبارون في رمي السهام.